كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلم الخاسر ونسبه

صفحة 173 - الجزء 19

١٣ - أخبار سلم الخاسر ونسبه⁣(⁣١)

  نسبه، ومقدرته الشعرية

  سلم بن عمرو مولى بني تيم بن مرّة، ثم مولى أبي بكر الصديق، رضوان اللَّه عليه، بصريّ، شاعر مطبوع متصرّف في فنون الشّعر، من شعراء الدولة العباسية. وهو راوية بشار بن برد وتلميذه، وعنه أخذ، ومن بحره اغترف، وعلى مذهبه ونمطه قال الشعر.

  سبب تلقيبه سلم الخاسر

  ولقّب سلم بالخاسر⁣(⁣٢) - فيما يقال - لأنه ورث من أبيه مصحفا، فباعه واشترى بثمنه طنبورا. وقيل: بل خلَّف له أبوه مالا، فأنفقه على الأدب والشعر، فقال له بعض أهله: إنك لخاسر الصفقة، فلقّب بذلك.

  صداقته للموصلي وأبي العتاهية وانقطاعه للبرامكة

  وكان صديقا لإبراهيم الموصليّ، ولأبي العتاهية خاصة من الشعراء والمغنين، ثم فسد ما بينه وبين أبي العتاهية. وكان سلم منقطعا إلى البرامكة، وإلى الفضل بن يحيى خصوصا من بينهم. وفيه يقول أبو العتاهية:

  إنما الفضل لسلم وحده ... ليس فيه لسوى سلم درك⁣(⁣٣)

  من قول أبي العتاهية له

  وكان هذا أحد الأسباب في فساد ما بينه وبين أبي العتاهية. ولسلم يقول أبو العتاهية وقد حج مع عتبة⁣(⁣٤):

  /

  واللَّه واللَّه ما أبالي متى ... ما متّ يا سلم بعد ذا السفر

  أليس قد طفت حيث طافت وقبّ ... لت الَّذي قبلت من الحجر⁣(⁣٥)

  وله يقول أبو العتاهية وقد حبس إبراهيم الموصليّ:

  سلم يا سلم ليس دونك سرّ ... حبس الموصليّ فالعيش مرّ

  ما استطاب اللذات مذ سك ... ن المطبق⁣(⁣٦) رأس اللذات واللَّه، حرّ


(١) هذه الترجمة مما سقط من التراجم من طبعة بولاق، وموضعها هنا بحسب المخطوطات المعتمدة.

(٢) في ما، ف: و «لقب الخاسر». وكان القياس سلما الخاسر على أن الخاسر صفة، ولكن لشيوعها نزلت منزلة اللقب فصار يضاف إليها الاسم.

(٣) الدرك: الإدراك واللحاق.

(٤) كذا في ف، ما، وفي باقي النسخ: «حج معه عتبة».

(٥) كذا في ف، وفي غيرها: «طفت» مكان «طافت». وهو تحريف.

(٦) المطبق، كمشفق: السجن تحت الأرض. وفي ما، ف: المطبق «بفتح الباء».