16 - أخبار النميري ونسبه
١٦ - أخبار النّميريّ ونسبه
  نسبه ومنشؤه:
  هو محمد بن عبد اللَّه بن نمير بن خرشة(١) بن ربيعة بن حبيّب(٢) بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسيّ؛ وقسيّ هو ثقيف. شاعر غزل، مولَّد؛ ومنشؤه بالطائف، من شعراء الدولة الأموية، وكان يهوى زينب بنت يوسف بن الحكم أخت الحجاج بن يوسف، وله فيها / أشعار كثيرة يتشبّب بها.
  كان يهوى زينب أخت الحجاج بن يوسف، وسياق أحاديثه مع الحجاج بشأنها:
  حدّثني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم قال حدّثنا العمريّ عن لقيط بن بكر(٣) المحاربيّ، وأخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار وأحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبيّ قالوا حدّثنا عمر بن شبّة:
  أن النميريّ كان يهوى زينب بنت يوسف أخت الحجّاج بن يوسف بن الحكم لأبيه وأمه. وأمهما الفارعة بنت همّام بن عروة بن مسعود الثّقفيّ؛ وكانت عند / المغيرة بن شعبة؛ فرآها يوما بكرة وهي تتخلَّل، فقال لها: واللَّه لئن كان من غداء لقد جشعت(٤)، ولئن كان من عشاء لقد أنتنت، وطلقها(٥). فقالت: أبعدك اللَّه! فبئس بعل المرأة الحرة أنت! واللَّه ما هو إلا من شظيّة من سواكي استمسكت بين سنّين من أسناني. قال حبيب بن نصر خاصّة في خبره: قال عمر بن شبّة حدّثنا بذلك أبو عاصم النّبيل.
  أخبرني حبيب بن نصر قال حدّثنا عمر بن شبة عن يعقوب بن داود الثقفيّ، وحدّثنا به ابن عمّار والجوهريّ
(١) كذا في أ، ء، م، و «الاستيعاب» (ح ١ ص ٣١٢) و «الطبري» (ق ١ ص ١٦٨٩)، و «الاشتقاق» لابن دريد (ص ١٨٤). وفي سائر الأصول: «حرشة» بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
(٢) في جميع الأصول: ... ابن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن مالك ... إلخ». والظاهر أنه محرف عما أثبتناه. فقد ذكر ابن قتيبة في كتابه «المعارف» عند الكلام على ثقيف (ص ٤٤) أن ثقيفا ولد جشم وولد جشم حطيطا وولد حطيط مالكا وغاضرة، ومن بني مالك السائب بن الأقرع وبنو الحارث بن مالك. وذكر الذهبي في «المشتبه» عند كلام على حبيب (ص ١٤٦ - ١٤٧) قال: ... وحبيب (بضم الحاء وفتح الموحدة وتشديد المثناة وكسرها) ابن الحارث بن مالك الثقفي ... إلخ». وقال صاحب «شرح القاموس» (مادة حبب): ... وحبيب بن الحارث الثقفي». ولم نجد مرجعا اتفق مع الأصول فيما ذهبت إليه من سوق النسب على نحو ما أوردته وجعل الحارث ابنا لحبيب.
(٣) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «بكير» وهو تحريف. (راجع الهامشة رقم ١ ص ٩٩ من الجزء الأوّل من هذه الطبعة).
(٤) في أكثر الأصول: «أجشعت». وفي ح: «أبشعت». والمعروف في هذين الفعلين أنهما من باب فرح. وقد وردت هذه القصة في «العقد الفريد» (ح ٣ ص ٦) وفي «وفيات الأعيان» في ترجمة الحجاج باختلاف في ألفاظها.
(٥) في ح: «ولفظها وطلقها».