كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حفص الشطرنجي ونسبه

صفحة 300 - الجزء 22

٣ - أخبار أبي حفص الشطرنجي ونسبه

  نشأته

  أبو حفص: عمر بن عبد العزيز، مولى بني العباس، وكان أبوه من موالي المنصور فيما يقال، وكان اسمه اسما أعجميّا، فلما نشأ أبو حفص وتأدب، غيّره وسمّاه عبد العزيز.

  أخبرني / بذلك عمّي، عن أحمد بن الطَّيب، عن جاعة من موالي المهدي.

  ونشأ أبو حفص في دار المهديّ ومع أولاد مواليه، وكان كأحدهم، وتأدّب، وكان لاعبا بالشّطرنج مشغوفا به، فلقّب به لغلبته عليه.

  انقطاعه إلى علية بنت المهدي

  فلما مات المهدي انقطع إلى علية، وخرج معها لما زوجت، وعاد معها لما عادت إلى القصر، وكان يقول لها الأشعار فيما تريده من الأمور بينها وبين إخوتها وبني أخيها من الخلفاء، فتنتحل⁣(⁣١) بعض ذلك، وتترك بعضه، ومما ينسب إليها من شعره ولها فيه غناء، وقد ذكرنا ذلك في أغانيها وأخبارها:

  تحبّب فإن الحبّ داعية الحب

  وهو صوت مشهور لها.

  يخلعون عليه أحب الأوصاف

  حدثني الحسن بن علي الخفاف، قال: حدثني أحمد بن الطيب السّرخسي قال: حدثني الكنديّ، عن محمد ابن الجهم البرمكيّ، قال:

  رأيت أبا حفص الشّطرنجيّ الشاعر، فرأيت منه إنسانا يلهيك حضوره عن كل غائب وتسليك مجالسته عن هموم المصائب، قربه عرس، وحديثه أنس، جدّه لعب، ولعبه / جد، ديّن ماجد⁣(⁣٢)، إن لبسته على ظاهره لبست موموقا لا تملَّه، وإن تتبّعته لتستبطن خبرته وقفت على مروّة⁣(⁣٣) لا تطير الفواحش بجنباتها، وكان فيما علمته أقل ما فيه الشعر، وهو الذي يقول:


(١) تنتحله: تنسبه إلى نفسها.

(٢) في هد، هج «دين ماجن».

(٣) في هد، هج «مروة» كما أثبتناها، وفي الأصل كتبت هكذا «مرواة» مضبوطة بكسر الميم وسكون الراء، ولم نجد لها معنى، و «مروة»: تخفيف «مروءة».