كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار خزيمة بن نهد ونسبه

صفحة 54 - الجزء 13

٦ - أخبار خزيمة بن نهد ونسبه

  أخبار خزيمة ونسبه

  هو خزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة. شاعر مقل من قدماء الشعراء في الجاهلية. وفاطمة الَّتي عناها في شعره هذا: فاطمة بنت يذكر بن عنزه بن أسد بن ربيعة بن نزار، كان يهواها فخطبها من أبيها فلم يزوّجه إياها، فقتله غيلة. وإياها عني بقوله:

  إذا الجوزاء أردفت الثّريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا⁣(⁣١)

  خزيمة يشبب بفاطمة بنت يذكر بن عنزة

  أخبرني بخبره محمّد بن خلف وكيع قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن سعد الزبيري قال: حدّثني عمّي قال حدّثني أبي - أظنه عن الزهري - قال: كان بدء تفرّق بني إسماعيل بن إبراهيم @ عن تهامة ونزوعهم عنها إلى الآفاق، وخروج من خرج منهم عن نسبه، أنه كان أوّل من ظعن عنها وأخرج منها قضاعة بن معدّ. وكان سبب خروجهم أن خزيمة بن نهد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن معدّ كان مشؤوما فاسدا، متعرّضا للنساء، فعلق فاطمة بنت يذكر بن عنزة - واسم يذكر عامر - فشبب بها وقال فيها:

  إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا

  وحالت دون ذلك من همومي ... هموم تخرج الشجن الدّفينا /

  أرى ابنة يذكر ظعنت، فحلَّت ... جنوب الحزن يا شحطا مبينا⁣(⁣٢)

  مقتل يذكر بن عنزة وإشعاله الشربين قضاعة ونزار

  قال: فمكث زمانا، ثم إن خزيمة بن نهد قال ليذكر بن عنزة: أحب أن تخرج معي حتى نأتي بقرظ. فخرجا جميعا، فلما خلا خزيمة بن نهد بيذكر بن عنزة قتله، فلما رجع - وليس هو معه - سأله عنه أهله، فقال: لست أدري، فارقني وما أدري أين سلك. فكان في ذلك شرّ بين قضاعة ونزار ابني معد، وتكلموا فيه فأكثروا، ولم يصحّ على خزيمة عندهم شيء يطالبون به، حتى قال خزيمة بن نهد:

  فتاة كأنّ رضاب العبير ... بفيها يعلّ به الزنجبيل⁣(⁣٣)

  قتلت أباها على حبّها ... فتبخل إن بخلت أو تنيل


(١) الجوزاء: برج في السماء. أردفت الثريا: ردفتها وتلتها، وذلك يكون في شدّة الحرّ فتكبد السماء في آخر الليل، وعند ذلك تنقطع المياه وتجف ويتفرق الناس في طلبها. وظنه محتمل أمرين: أن تكون مجاورة له، فهي حينئذ تفارقه مع أهلها لطلب الماء. وقد تكون في موطن آخر، فهو متوقع أن يجمع بينهما ماء من المياه. انظر «الأزمنة والأمكنة» (٢: ١٣٠ - ١٣١).

(٢) ظعنت: رحلت. والحزن: ما غلظ من الأرض. والشحط المبين: البعد الفني.

(٣) بهامش ط: «العصير».