كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- سبعة ابن سريج

صفحة 163 - الجزء 9

  فبتّ كأنّي شارب بعد هجعة ... سخاميّة⁣(⁣١) حمراء تحسب عندما

  الشعر للأعشى. والغناء لمعبد خفيف ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو. وفيه لابن محرز ثاني ثقيل بالوسطى عنه وعن ابن المكيّ.

سبعة ابن سريج:

  فأمّا السبعة التي جعلت لابن سريج بإزار سبعة معبد فإني قرأت خبرها في كتاب محمد بن الحسن، قال حدّثني الحسين بن أحمد الأكثميّ عن أبيه قال:

  ذكرنا عند إسحاق يوما أصوات معبد السبعة فقال: واللَّه ما سبعة ابن سريج بدونهنّ. فقلنا له: وأيّ سبعة؟

  فقال: إن مغنّي المكَّيين لمّا سمعوا بسبعة معبد وشهرتها لحقتهم لذلك غيرة، فاجتمعوا فاختاروا من غناء ابن سريج سبعة فجعلوها بإزاء سبعة معبد، ثم خايروا⁣(⁣٢) أهل المدينة فانتصفوا منهم. فسألوا إسحاق عن السبعة السّريجيّة؛ فقال: منها.

  تشكَّى الكميت الجري لما جهدته

  وقد مضت نسبته في الثلاثة الأصوات المختارة.

  و لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها

  /

  و قرّب جيراننا جمالهم

  و أرقت وما هذا السّهاد المؤرّق

  وقد مضى في أخبار الأعشى المذكورة في مدن معبد -

  و بينا كذاك إذا عجاجة موكب

  و فلم أر كالتّجمير منظر ناظر

  - وقد مضى في الأرمال المختارة -

  و تضوّع مسكا بطن نعمان إن مشت

  - وقد ذكر في المائة مع غيره في شعر النّميريّ -

  و إن جاء فليأت على بغلة


(١) خمر سخام وسخامية: لينة سلسة.

(٢) أي غالبوهم، يقال: خايره في العلم وخيره مخايرة فخاره، أي غالبه فغلبه وكان خيرا منه.