كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه

صفحة 116 - الجزء 23

١٤ - أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه

  اسمه ونسبه:

  أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير⁣(⁣١) مولى بني رقاش، قال أبو عبيدة: بنو رقاش ثلاثة نفر ينسبون إلى أمهم، واسمها رقاش، وهم: مالك، وزيد مناة، وعامر، بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

  صنيعة البرامكة:

  أخبرني عمي: قال: حدّثنا الحسين بن عليل العنزي؛ قال: حدّثني أحمد بن مهران مولى البرامكة: قال:

  شكا مروان بن أبي حفصة إلى بعض إخوانه تغيّر الرشيد عليه وإمساك يده عنه، فقال له: ويحك! أتشكو الرشيد بعد ما أعطاك؟ قال: أو تعجب من ذلك؟ هذا أبان اللاحقيّ، قد أخذ من البرامكة بقصيدة قالها واحدة مثل ما أخذته من الرشيد في دهري كلَّه، سوى ما أخذه منهم ومن أشباههم بعدها، وكان أبان نقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة، فجعله شعرا، ليسهل حفظه عليهم، وهو معروف، أوله:

  هذا كتاب أدب ومحنه ... وهو الذي يدعى كليلة دمنه⁣(⁣٢)

  فيه احتيالات وفيه رشد ... وهو كتاب وضعته الهند

  فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار، ولم يعطه جعفر شيئا، وقال:

  ألا يكفيك أن أحفظه فأكون راويتك؟ وعمل أيضا القصيدة التي ذكر فيها مبدأ الخلق وأمر الدنيا وشيئا من المنطق، وسماها ذات الحلل، ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان.

  بينه وبين أبي نواس:

  أخبرني محمد بن جعفر النحويّ صهر المبرّد: قال: حدّثنا أبو هفّان: قال: حدّثني الحمّاز، قال:

  كان يحيى بن خالد البرمكيّ قد جعل امتحان الشعراء وترتيبهم في الجوائز إلى أبان بن عبد الحميد، فلم يرض أبو نواس المرتبة التي جعله فيها أبان، فقال يهجوه بذلك:

  جالست يوما أبانا ... لا درّ درّ أبان

  حتى إذا ما صلاة الأ ... ولى دنت لأوان


(١) كذا في ف، و «خزانة الأدب» وفي س، ب «عفر».

(٢) لا يستقيم المصراع الثاني إلا بتسكين تاء كليلة، ولو قال: يدعونه كليلة ودمنة لكان أقوم.