كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب المتوكل الليثي وأخباره

صفحة 381 - الجزء 12

١٣ - نسب المتوكَّل الليثي وأخباره

  نسبه

  هو المتوكل بن عبد اللَّه بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف⁣(⁣١) بن عامر بن ليث ابن بكر بن عبد مناة⁣(⁣٢) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. من شعراء الإسلام، وهو من أهل الكوفة. كان في عصر معاوية وابنه يزيد، ومدحهما. ويكنى أبا جهمة. وقد اجتمع مع الأخطل وناشده عند قبيصة ابن والق، ويقال عند عكرمة بن ربعيّ الذي يقال له الفيّاض، فقدمه الأخطل.

  وهذه القصيدة التي أوّلها الغناء قصيدة هجا بها عكرمة بن ربعيّ وخبره معه⁣(⁣٣) يذكر بعد.

  أخبرني بذلك الحسن بن عليّ عن أحمد بن سعيد الدمشقيّ عن الزبير بن بكَّار عن عمه.

  تناشد هو والأخطل الشعر

  وأخبرني الحسن⁣(⁣٤) بن عليّ عن أحمد بن سعيد الدمشقيّ قال حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال أخبرني هارون بن مسلم قال حدّثني حفص بن عمر العمريّ عن لقيط بن بكير⁣(⁣٥) المحاربيّ قال:

  قدم الأخطل الكوفة فنزل على قبيصة بن والق، فقال المتوكَّل بن عبد اللَّه الليثيّ⁣(⁣٦) لرجل من قومه: انطلق بنا إلى الأخطل نستنشده ونسمع من شعره. فأتياه فقالا: أنشدنا يا أبا مالك. فقال: إني لخاثر⁣(⁣٧) يومي هذا. فقال له المتوكل: أنشدنا أيها الرجل، فو اللَّه لا تنشدني قصيدة إلا أنشدتك مثلها أو أشعر منها من / شعري. قال: ومن أنت؟ قال: أنا المتوكل⁣(⁣٨). قال: أنشدني⁣(⁣٩) ويحك من شعرك! فأنشده:

  للغانيات بذي المجاز⁣(⁣١٠) رسوم ... فببطن مكة عهدهنّ قديم

  فبمنحر البدن المقلَّد من منى ... حلل تلوح كأنهنّ نجوم⁣(⁣١١)


(١) في «معجم الشعراء» للمرزباني: «عوف بن كعب بن عامر».

(٢) إلى هذه الكلمة ينتهي النسب في ف.

(٣) في ف: «وخبره يذكر بعد».

(٤) في ف: «وأخبرني الحسن قال». وفي ح: «عن محمد بن سعيد».

(٥) في ج: «ابن بكر». وفي ف: «ابن بكير قال».

(٦) كلمة «الليثي» ليست في ف.

(٧) يقال خثرت نفسه بالفتح: غثت وخبثت وثقلت واختلطت.

(٨) في ج: «قال: المتوكل».

(٩) في ف: «ويحك! أنشدني».

(١٠) ذو المجاز: موضع سوق بعرفة، وماء لهذيل بعرفة.

(١١) الحلل: جمع حلَّة، وهي جماعة بيوت القوم. كأنهن نجوم، أي تبدو بدوا ضئيلا كما يبدو النجم، أو هي متفرقة تفرق النجم.