كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي شراعة ونسبه

صفحة 20 - الجزء 23

٢ - أخبار أبي شراعة ونسبه

  اسمه ونسبه:

  هو - فيما كتب به إلينا ابنه أبو الفيّاض سوّار بن أبي شراعة من أخباره ونسبه - أحمد بن محمد بن شراعة بن ثعلبة بن محمد بن عمير بن أبي نعيم بن خالد بن عبدة بن مالك بن مرة بن عبّاد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل:

  شاعر بصريّ من شعراء الدولة العباسية جيّد الشعر جزله، ليس برقيق الطبع، ولا سهل اللَّفظ، وهو كالبدويّ الشعر في مذهبه، وكان فصيحا يتعاطى الرسائل والخطب مع شعره، وكانت به لوثة وهوج.

  أمه وأبوه:

  وأمه من بني تميم من بني العنبر، وابنه أبو الفيّاض سوّار بن أبي شراعة أحد الشعراء الرواة، قدم علينا بمدينة السّلام بعد سنة ثلاثمائة، فكتب عنه أصحابنا قطعا⁣(⁣١) من الأخبار واللَّغة، وفاتني فلم ألقه، وكتب إليّ وإلى أبي | بإجازة أخباره على يدي بعض إخواننا، فكانت أخبار أبيه من ذلك.

  يهب نعله فتدمى أصبعه:

  فمنها ما حكاه عنه أنه كان جوادا لا يليق⁣(⁣٢) شيئا، ولا يسأل ما يقدر عليه إلا سمح به، وأنه وقف عليه سائل يوما فرمى إليه بنعله وانصرف حافيا، فعثر فدميت إصبعه فقال في ذلك:

  ألا لا أبالي في العلا ما أصابني ... وإن نقبت نعلاي أو حفيت رجلي⁣(⁣٣)

  فلم تر عيني قطَّ أحسن منظرا ... من النكب يدمى في المواساة والبذل⁣(⁣٤)

  ولست أبالي من تأوّب منزلي ... إذا بقيت عندي السراويل أو نعلي⁣(⁣٥)

  أخوه يقول إنه مجنون فينشد شعرا:

  قال: وبلغه أن أخاه يقول: إن أخي مجنون، قد أفقرنا ونفسه، فقال:

  أأنبز مجنونا إذا جدت بالذي ... ملكت وإن دافعت عنه فعاقل


(١) كذا في ف وفي س، ب: «قطعات الأخبار».

(٢) لا يليق: لا يمسك.

(٣) في هج: «ما لقيته» لإبدل «ما أصابني». ونقبت نعلاي: رقت أو ثقبت.

(٤) من النكب يدمى: وهو صدم الحجارة الرّجل، وفي هج: «من الرجل تدمى».

(٥) تأوب منزلي: زارني ليلا.