كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مالك ونسبه

صفحة 322 - الجزء 22

٥ - أخبار مالك ونسبه

  نسبه

  هو مالك بن الصّمصامة بن سعد بن مالك: أحد بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، شاعر بدوي مقلّ.

  يهوى جنوب ويحول بينهما أخوها

  أخبرني بخبره هاشم بن محمد الخزاعيّ ومحمد بن خلف بن المرزبان، قالا:

  أخبرنا أحمد بن الحارث الخراز، عن المدائني، ونسخت خبره أيضا من كتاب أبي عمرو الشيباني، قالوا:

  كان مالك بن الصّمصامة الجعديّ فارسا شجاعا جوادا جميل الوجه، وكان يهوى جنوب بنت محصن الجعديّة، وكان أخوها الأصبغ بن محصن من فرسان العرب وشجعانهم وأهل النجدة والبأس منهم، فنمى إليه نبذ من خبر مالك، فآلى يمينا جزما: لئن بلغه أنه عرض لها أوزارها ليقتلنه، ولئن بلغه أنه ذكرها في شعر أو عرّض بها ليأسرنه، ولا يطلقه إلا أن يجزّ ناصيته في نادي قومه، فبلغ ذلك مالك بن الصّمصامة، فقال:

  إذا شئت فاقرنّي إلى جنب عيهب ... أجبّ ونضوي للقلوص جنيب⁣(⁣١)

  فما الحلق بعد الأسر شرّ بقية ... من الصّدّ والهجران وهي قريب

  ألا أيها الساقي الذي بلّ دلوه ... بقريان يسقي هل عليك رقيب⁣(⁣٢)

  / إذا أنت لم تشرب بقريان شربة ... وحانية الجدران ظلت تلوب⁣(⁣٣)

  أحبّ هبوط الواديين وإنني ... لمشتهر بالواديين غريب

  أحقّا عباد اللَّه أن لست خارجا ... ولا والجا إلا عليّ رقيب!

  ولا زائرا وحدي ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل: أنت مريب


(١) الخطاب لمالك بن الصمصامة أخي جنوب، أقرني: شدني، العيهب: الكساء من الصوف، أجب: مقطوع، النضو: الثوب الخلق، القلوص: في الأصل الناقة الفتية، والعرب تكنى بالقلوص عن الفتاة، يقول: إذا شئت أسرى فشدني إلى رداء من الصوف بال في بيتك بجوار جنوب أختك وفي ب «نجيب» بدل «جنيب»، وهو تحريف.

(٢) قريان: موضع.

(٣) يخاطب بهذا البيت نفسه، وحانية الجدران: لعله قسم بجدران الكعبة الحانية، أو عطف على «قريان» وفي الأصل: «وجانية» بالجيم، ولم نجد لها معنى، تلوب: من لأب بلوب: عطس، أو دار حول الماء وهو لا يستطيع الوصول إليه، يقول: إذا أنا لم أشرب من هذا الوادي فسأظل ظامئا وحق الكعبة.