أخبار إسحاق مع غلامه زياد
  ٢٠ - خبر إسحاق مع غلامه زياد
  وصف زياد غلام إسحاق:
  هذا الشعر(١) يقوله إسحاق في غلام له مملوك خلاسيّ(٢)، يقال له: زياد. كان مولَّدا من مولَّدي المدينة، فصيحا ظريفا، فجعله ساقيه، وذكره هو وغيره في شعره. فممّن ذكره من الشعراء دعبل، وله يقول:
  أخبرني بذلك عليّ بن سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السّكريّ قال: كان زياد الَّذي يذكره إسحاق في عدة مواضع، منها قوله:
  وقولا لساقينا زياد يرقّها
  - وكان نظيف السّقي لبقا، فقال فيه دعبل:
  يقول زياد قف بصحبك مرة ... على الرّبع، مالي والوقوف على الربع!
  صوت
  أدرها على فقد الحبيب فربّما ... شربت على نأى الأحبة والفجع
  فما بلغتني الكأس إلَّا شربتها ... وإلَّا سقيت الأرض كأسا من الدمع
  غنى في البيت الثاني والثالث من هذه الأبيات محمد بن العباس بن عبد اللَّه بن طاهر لحنا من خفيف الثقيل الأول بالبنصر.
  نسبة الصوت إلى غير إسحاق:
  قال أبو الحسن: وقد قيل: إن هذين البيتين - يعني:
  خليليّ هبّا نصطبح بسواد
  / - للأخطل.
  زياد يراجع إسحاق وهو يغني:
  أخبرني عليّ بن سليمان، قال: حدّثني أبي، قال:
  قال لي جعفر بن معروف الكاتب - وكان قد جاوز مائة سنة: لقد شهدت إسحاق يوما في مجلس أنس وهو يتغنّى هذا الصوت:
  خليليّ هبّا نصطبح بسواد
(١) هذا الخبر مما لم يرد في بولاق، وأوردها برنو في الملحق وموضعه هنا في المخطوطات المعتمدة.
(٢) الخلاسي: الولد من أبوين: أبيض وأسود.