أخبار بكر بن النطاح ونسبه
٦ - أخبار بكر بن النطاح ونسبه
  اسمه ونسبه
  بكر بن النطَّاح الحنفيّ(١). يكنى أبا وائل، هكذا أخبرنا وكيع عن عبد اللَّه بن شبيب، وذكر غيره أنه عجليّ من بني سعد بن عجل، واحتجّ من ذكر أنه عجليّ بقوله:
  فإن يك جدّ القوم فهر بن مالك ... فجدّي عجل قرم بكر بن وائل
  وأنكر ذلك من زعم أنه حنفيّ وقال: بل قال:
  فجدّي لجيم قرم بكر بن وائل
  وعجل بن لجيم وحنيفة بن لجيم أخوان.
  وكان بكر بن النطَّاح صعلوكا يصيب الطَّريق، ثم أقصر عن ذلك، فجعله أبو دلف من الجند، وجعل له رزقا سلطانيّا، وكان شجاعا بطلا فارسا شاعرا حسن الشّعر والتصرّف فيه، كثير الوصف لنفسه بالشجاعة والإقدام.
  قصته مع أبي دلف
  / فأخبرني الحسن بن عليّ(٢)، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني أبي، قال:
  قال بكر بن النّطَّاح الحنفيّ قصيدته التي يقول فيها:
  هنيئا لإخواني ببغداد عيدهم ... وعيدي بحلوان قراع الكتائب
  وأنشدها أبا دلف فقال له: إنك لتكثر الوصف لنفسك بالشّجاعة، وما رأيت لذلك عندك أثرا قطَّ، ولا فيك، فقال له: أيّها الأمير وأيّ غناء يكون عند الرجل الحاسر الأعزل؟ فقال: أعطوه فرسا وسيفا وترسا ودرعا ورمحا، فأعطوه ذلك أجمع، فأخذه وركب الفرس وخرج على وجهه، فلقيه مال لأبي دلف يحمل من بعض ضياعه، فأخذه / وخرج جماعة من غلمانه فمانعوه عنه، فجرحهم جميعا وقطعهم وانهزموا. وسار بالمال، فلم ينزل إلا على عشرين فرسخا، فلما اتصل خبره بأبي دلف قال: نحن جنينا على أنفسنا، وقد كنّا أغنياء عن إهاجة أبي وائل، ثم كتب إليه بالأمان، وسوّغه المال، وكتب إليه: صر إلينا فلا ذنب لك، لأنا نحن كنا سبب فعلك بتحريكنا إياك وتحريضنا؛ فرجع ولم يزل معه يمتدحه، حتى مات.
(١) في تاريخ بغداد ٧: ٩٠: بكر بن النطاح بن أبي حمار الحنفي.
(٢) ف: «عليّ بن الحسين».