ذكر أبي عطاء السندي
٢٨ - ذكر أبي عطاء السندي
  أبو عطاء، اسمه أفلح بن يسار، مولى بني أسد، ثم مولى عنبر(١) بن سماك بن حصين الأسديّ، منشؤه الكوفة، وهو من مخضرمي الدولتين. مدح بني أميّة وبني هاشم، وكان أبوه يسار سنديّا أعجميا لا يفصح. وكان في لسان أبي عطاء لكنة(٢) شديدة ولثغة، فكان لا يفصح(٣). وكان له غلام فصيح سمّاه عطاء، وتكنّى(٤) به، وقال: قد جعلتك ابني، وسميتك بكنيتي، فكان يروّيه شعره، فإذا مدح من يجتديه أو ينتجعه أمره بإنشاده ما قاله(٥). وكان ابن كناسة يذكر أنه كاتب مواليه، وأنهم لم يعتقوه.
  يكاتب مواليه
  أخبرني بذلك محمد بن مزيد، قال: حدثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن ابن كناسة، قال:
  كثر مال أبي عطاء السنديّ بعد أن أعتق، فأعنته مواليه وطمعوا فيه، وادّعوا رقّه، فشكا ذلك إلى إخوانه، فقالوا له: كاتبهم(٦)، فكاتبوه على أربعة آلاف، وسعى له / أهل الأدب والشعر فيها فتركهم، وأتى الحرّ بن عبد اللَّه القرشيّ، وهو حليف لقريش لا من أنفسهم، فقال فيه:
  شعره في الحر بن عبد اللَّه القرشي
  أتيتك لا من قربة هي بيننا ... ولا نعمة قدّمتها أستثيبها
  ولكن مع الرّاجين أن كنت(٧) موردا ... إليه بغاة الدّين تهفو قلوبها(٨)
  / أغثني بسجل من نداك يكفّني ... وقال(٩) الرّدى مرد الرّجال وشيبها
  تسمّى ابن عبد اللَّه حرّا لوصفه(١٠) ... وتلك العلا يعنى بها من يصيبها(١١)
(١) س، ج: «مولى عمرو بن سماك»، وفي المرزباني ٤٥٦: اسمه أفلح، وقيل: مرزوق.
(٢) ج: «عجمة».
(٣) ج: «وكان لا يكاد يفصح».
(٤) ج: «وتبناه».
(٥) ج: «ما قاله فيه».
(٦) كاتب رقيقه: اتفق معه على مال يدفعه له فإن أداه صار حرا.
(٧) أوالمختار: «إذا كنت».
(٨) المختار: «بغاة الري».
(٩) أ: «يقلني ... فداك». وفي المختار: «وقاك الردى مرد الكرام»، وسجل من نداك: نصيب عظيم من عطائك - والسجل في الأصل: الدلو العظيمة فيها ماء.
(١٠) س والمختار: «كوضعه»، والمثبت من أ، ج.
(١١) كذا في المختار، وفي ب، س: «يعيبها».