كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أبي عطاء السندي

صفحة 208 - الجزء 17

٢٨ - ذكر أبي عطاء السندي

  أبو عطاء، اسمه أفلح بن يسار، مولى بني أسد، ثم مولى عنبر⁣(⁣١) بن سماك بن حصين الأسديّ، منشؤه الكوفة، وهو من مخضرمي الدولتين. مدح بني أميّة وبني هاشم، وكان أبوه يسار سنديّا أعجميا لا يفصح. وكان في لسان أبي عطاء لكنة⁣(⁣٢) شديدة ولثغة، فكان لا يفصح⁣(⁣٣). وكان له غلام فصيح سمّاه عطاء، وتكنّى⁣(⁣٤) به، وقال: قد جعلتك ابني، وسميتك بكنيتي، فكان يروّيه شعره، فإذا مدح من يجتديه أو ينتجعه أمره بإنشاده ما قاله⁣(⁣٥). وكان ابن كناسة يذكر أنه كاتب مواليه، وأنهم لم يعتقوه.

  يكاتب مواليه

  أخبرني بذلك محمد بن مزيد، قال: حدثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن ابن كناسة، قال:

  كثر مال أبي عطاء السنديّ بعد أن أعتق، فأعنته مواليه وطمعوا فيه، وادّعوا رقّه، فشكا ذلك إلى إخوانه، فقالوا له: كاتبهم⁣(⁣٦)، فكاتبوه على أربعة آلاف، وسعى له / أهل الأدب والشعر فيها فتركهم، وأتى الحرّ بن عبد اللَّه القرشيّ، وهو حليف لقريش لا من أنفسهم، فقال فيه:

  شعره في الحر بن عبد اللَّه القرشي

  أتيتك لا من قربة هي بيننا ... ولا نعمة قدّمتها أستثيبها

  ولكن مع الرّاجين أن كنت⁣(⁣٧) موردا ... إليه بغاة الدّين تهفو قلوبها⁣(⁣٨)

  / أغثني بسجل من نداك يكفّني ... وقال⁣(⁣٩) الرّدى مرد الرّجال وشيبها

  تسمّى ابن عبد اللَّه حرّا لوصفه⁣(⁣١٠) ... وتلك العلا يعنى بها من يصيبها⁣(⁣١١)


(١) س، ج: «مولى عمرو بن سماك»، وفي المرزباني ٤٥٦: اسمه أفلح، وقيل: مرزوق.

(٢) ج: «عجمة».

(٣) ج: «وكان لا يكاد يفصح».

(٤) ج: «وتبناه».

(٥) ج: «ما قاله فيه».

(٦) كاتب رقيقه: اتفق معه على مال يدفعه له فإن أداه صار حرا.

(٧) أوالمختار: «إذا كنت».

(٨) المختار: «بغاة الري».

(٩) أ: «يقلني ... فداك». وفي المختار: «وقاك الردى مرد الكرام»، وسجل من نداك: نصيب عظيم من عطائك - والسجل في الأصل: الدلو العظيمة فيها ماء.

(١٠) س والمختار: «كوضعه»، والمثبت من أ، ج.

(١١) كذا في المختار، وفي ب، س: «يعيبها».