أخبار عبد يغوث ونسبه
٢٣ - أخبار عبد يغوث ونسبه
  نسبه
  هو عبد يغوث بن صلاءة. وقيل: بل هو عبد يغوث بن الحارث بن وقّاص بن صلاءة - وهو قول ابن الكلبيّ - بن المغفّل، واسم المغفل: ربيعة بن كعب الأرتّ(١) بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
  منزلته في قومه وشاعريته
  قال ابن الكلبي: قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. قال: وكان يقال ليعرب: المرّعف.
  وكان عبد يغوث بن صلاءة شاعرا من شعراء الجاهلية، فارسا سيدا لقومه من بني الحارث بن كعب، وهو كان قائدهم في يوم الكلاب الثاتي، إلى بني تميم، وفي ذلك اليوم أسر فقتل. وعبد يغوث من أهل بيت شعر معرق لهم في الجاهلية والإسلام، منهم الَّلجلاج الحارثيّ، وهو طفيل بن يزيد بن عبد يغوث بن صلاءة، وأخوه مسهر فارس شاعر، وهو الذي طعن عامر بن الطفيل في عينه يوم فيف الريح. ومنهم ممن أدرك الإسلام جعفر بن علبة بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية بن صلاءة، وكان فارسا شاعرا صعلوكا، أخذ في دم، فحبس بالمدينة، ثم قتل صبرا. وخبره يذكر منفردا، لأن له شعرا فيه غناء.
  شعره في يوم الكلاب
  والشعر المذكور في هذا الموضع لعبد يغوث بن صلاءة، يقوله في يوم الكلاب الثاني(٢)، وهو اليوم الذي جمع فيه قومه وغزا بني تميم، فظفرت به بنو تميم، وأسروه وقتل يومئذ.
  حديث يوم الكلاب
  وكان من حديث هذا اليوم، فيما ذكر أبو عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء، وهشام بن الكلبيّ عن أبيه، والمفضل بن محمد الضبيّ، وإسحاق بن الجصّاص عن العنبريّ، قالوا:
  لما أوقع كسرى ببني تميم يوم الصّفا بالمشقّر، فقتل المقاتلة، وبقيت الأموال والذراريّ، بلغ ذلك مذحجا، فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اغتنموا بني تميم، ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قضاعة، فقالت مذحج للمأمور الحارثيّ، وهو كاهن: ما ترى؟ فقال لهم: لا تغزوا بني تميم، فإنهم يسيرون أغبابا(٣)، ويردون
(١) ف: الأزب.
(٢) سماه صاحب «العقد» يوم الصفقة.
(٣) أغبابا: كذا في «النقائض» (١: ١٤٩) يعني أنهم يسيرون منقلتين في منقلة واحدة، أخذ من الغب. وفي الأصول: أعقابا.