جرير
  
  ١ - نسب جرير وأخباره
  نسبه من قبل أبويه
  : جرير بن عطيّة بن الخطفى. والخطفى لقب، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. ويكنى أبا حزرة. ولقّب الخطفى لقوله:
  يرفعن للَّيل(١) إذا ما أسدفا(٢) ... أعناق جنّان وهاما رجّفا
  وعنقا(٣) بعد الكلال خيطفا
  ويروى: خطفى.
  / وهو والفرزدق والأخطل المقدّمون على شعراء الإسلام الذين لم يدركوا الجاهلية جميعا. ومختلف في أيّهم المتقدّم؛ ولم يبق أحد من شعراء عصرهم إلَّا تعرّض لهم فافتضح وسقط وبقوا يتصاولون؛ على أن الأخطل إنما دخل بين جرير والفرزدق في آخر أمرهما وقد أسنّ ونفد أكثر عمره. وهو وإن كان له فضله وتقدّمه فليس(٤) نجره(٥) من نجار هذين في شيء؛ وله أخبار مفردة عنهما ستذكر بعد هذا مع ما يغنّى من شعره.
  أخبرني أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ قال حدّثنا محمد بن سلَّام الجمحيّ، وأخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ وعليّ بن سليمان الأخفش قالا حدّثنا أبو سعيد السّكَّريّ عن محمد بن حبيب وأبي غسّان دماذ
(١) في «اللسان» و «شرح القاموس» (مادتي خطف وسدف) و «الاشتقاق» لابن دريد و «المؤتلف والمختلف» للآمدي: «بالليل».
(٢) أسدف الليل: أظلم. والجنان: جنس من الحيات إذا مشت رفعت رؤوسها، واحدها جان. والهام: الرؤوس.
(٣) العنق: السير المنبسط. والخيطف والخيطفي: سرعة انجذاب السير، كأنه يختطف في مشيه عنقه، أي يجتذبه. ورواية هذا الشطر في «الشعر والشعراء» (ص ٢٨٣ طبع أوروبا):
وعنقا باقي الرسيم خيطفا وقد ذكر صاحب «اللسان» (مادة خطف) رواية الأصل كما أورد رواية أخرى هي:
وعنقا بعد الرسيم خيطفا والرسيم: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض.
(٤) كذا في جميع الأصول. وليس لهذه الفاء، موقع في الكلام.
(٥) النجر والنجار: الأصل والحسب. يريد أنه ليس من معدنهما.