كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الطرماح ونسبه

صفحة 288 - الجزء 12

٣ - أخبار الطَّرمّاح ونسبه

  نسب الطرمّاح وبعض أخباره

  هو الطَّرمّاح بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر⁣(⁣١) بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أمان⁣(⁣٢) بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء. ويكنى أبا نفر، وأبا ضبينة⁣(⁣٣). والطَّرمّاح: الطويل القامة. وقيل: إنّه [كان]⁣(⁣٤) يلقّب الطَّرّاح. أخبرني بذلك أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ عن أبيه قال:

  كان الطَّرمّاح بن حكيم يلقّب الطَّرّاح⁣(⁣٥) لقوله:⁣(⁣٤)

  ألا أيّها اللَّيل الطويل ألَّا ارتح ... بصبح⁣(⁣٦) وما الإصباح منك بأروح

  بلى إنّ للعينين في الصّبح راحة ... بطرحهما طرفيهما كلّ مطرح

  في هذين البيتين لأحمد بن المكيّ ثقيل أوّل بالوسطى من كتابه.

  والطَّرمّاح من فحول الشعراء الإسلاميين وفصحائهم. ومنشؤه بالشأم، وانتقل إلى الكوفة بعد ذلك مع من وردها من جيوش أهل الشأم، واعتقد مذهب الشّراة الأزراقة⁣(⁣٧).

  / أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة عن المدائني عن أبي بكر الهذليّ قال:

  قدم الطَّرمّاح بن حكيم الكوفة، فنزل في تيم اللَّات بن ثعلبة، وكان فيهم شيخ من الشّراة له سمت وهيئة،


(١) في ج: «حجد» وفي سائر الأصول: «حجر». والتصويب من ط، م، و «المعارف» و «الشعر والشعراء» لابن قتيبة.

(٢) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «أبان» تحريف.

(٣) في الأصول ما عدا ط، م: «أبا ضيبة» بالباء، تصحيف.

(٤) التكملة من ط، م.

(٥) في الأصول ما عدا ط، م: «الطرماح» تحريف.

(٦) في هامش ط: «ويروي ببم» مكان قوله: بصبح. ورواية البيت في» الديوان «و» اللسان «(بمم)، و» معجم البلدان «(بمّ):

ألا أيها الليل الذي طال أصبحن ... ببمّ وما الإصباح فيك بأروح

وبمّ: مدينة بكرمان. في ط، م: «فيك» بدل «منك».

(٧) الشراة: الخوارج. والأزارقة طائفة منهم، وهم أصحاب أبي راشد نافع بن الأزرق، خرجوا مع نافع من البصرة إلى الأهواز فغلبوا عليها وعلى كورها وما وراءها من بلدان فارس وكرمان، أيام عبد اللَّه بن الزبير، وقتلوا عماله في تلك النواحي. ولهم بدع، منها أنهم يكفرون أصحاب الكبائر، حتى لقد كفروا عليا وعثمان وطلحة والزبير وعائشة وعبد اللَّه بن عباس، ¤ وسائر من معهم من المسلمين، وصوّبوا فعلة ابن ملجم في قتله عليا ¥، وجوّزوا قتل المخالفين لهم وسبي نسائهم.