كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن الورد ونسبه

صفحة 52 - الجزء 3

٢١ - أخبار عروة بن الورد ونسبه

  نسبه، شاعر جاهلي فارس جواد مشهور:

  عروة بن الورد بن زيد، وقيل: ابن عمرو بن زيد بن عبد اللَّه بن ناشب بن هريم⁣(⁣١) بن لديم بن عوذ⁣(⁣٢) بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الرّيث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك⁣(⁣٣) من صعاليكها المعدودين المقدّمين الأجواد.

  كان يلقب بعروة الصعاليك وسبب ذلك

  وكان يلقّب عروة⁣(⁣٤) الصعاليك لجمعه إيّاهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقّب عروة الصّعاليك لقوله:

  لحى اللَّه صعلوكا إذا جنّ ليله ... مصافي⁣(⁣٥) المشاش آلفا كلّ مجزر

  يعدّ الغنى من دهره كلّ ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسّر⁣(⁣٦)

  وللَّه صعلوك⁣(⁣٧) صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنوّر

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال بلغني أن معاوية⁣(⁣٨) قال:

  شرف نسبه وتمنى الخلفاء أن يصاهروه أو ينتسبوا إليه:

  لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوّج إليهم.

  / أخبرني محمد بن خلف قال حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدّثني العمريّ عن الهيثم بن عديّ، وحدّثنا إبراهيم بن أيّوب عن عبد اللَّه بن مسلم قالا جميعا:

  قال عبد الملك بن مروان: ما يسرّني أن أحدا من العرب ولدني⁣(⁣٩) ممّن لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:


(١) في ط، ح، ء: «هرم» وضبط في ط بتشديد الراء.

(٢) كذا في ط، ء. وهو الصواب كما في «شرح القاموس». وفي سائر النسخ: «عود» بالدال المهملة.

(٣) الصعلوك: الفقير الذي لا مال له، وصعاليك العرب: لصوصها وفقراؤها.

(٤) يقال: لقب بكذا، وقد اعتاد أبو الفرج إسقاط هذه الباء في أسلوبه.

(٥) كذا في ط، ء، وهو موافق لما جاء في «ديوان الحماسة». ومصافي المشاس: آلفه وملازمه والمنكب عليه. وفي سائر النسخ: «مضى في المشاش» وهو تحريف. والمشاش: كل عظم هش دسم واحدته مشاشة. ولم تظهر الفتحة على الياء هنا للضرورة.

(٦) يسر الرجل: سهلت ولادة إبله وغنمه ولم يعطب منها شيء.

(٧) في «ديوان الحماسة»: «ولكن صعلوكا» وخبر لكن في البيت الثاني بعده (انظر «شرح التبريزي على الحماسة» ص ٢١٩ ج ١ طبع بولاق).

(٨) كذا في ط، ء. وفي سائر النسخ: «ابن معاوية».

(٩) في جميع النسخ: «أن أحدا من العرب ممن ولدني لم يلدني». وقد أثبتنا ما بالصلب لأنه هو الذي يؤدي المعنى المراد من التمدح بالنسب إلى عروة.