كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر ورقاء بن زهير ونسبه

صفحة 51 - الجزء 11

  ٦ - خبر ورقاء بن زهير ونسبه وقصة شعره هذا:

  هو ورقاء بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة من مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس⁣(⁣١) بن بغيض بن ريث بن غطفان، يقوله لما قتل خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة⁣(⁣٢)، أباه زهير بن جذيمة. وكان السبب في ذلك - فيما أخبرني به أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر قالا حدّثنا عمر بن شبّة، ونسخت بعض هذا الخبر عن الأثرم ورواية ابن الكلبيّ، وأضفت بعض الروايات إلى بعض إلَّا ما أفردته وجلبته عن راويه. قال أبو عبيدة حدّثني عبد الحميد بن عبد الواحد بن عاصم بن عبد اللَّه بن رافع بن مالك بن عبد بن جلهمة بن حدّاق بن يربوع بن سعد بن تغلب بن سعد بن عوف بن جلَّان بن غنم بن أعصر، قال حدّثني أبي عبد الواحد وعمّي صفوان ابنا عاصم عن أبيهما عاصم بن عبد اللَّه عمن أدرك شأس بن زهير. قال: كان مولد عاصم قبل مبعث النبيّ ، وكان عاصم جاهليّا. قال: وقال عبد الحميد حدّثني سيّار بن عمرو أحد بني عبيد بن سعد بن عوف بن جلَّان بن غنم - / قال أبو عبيدة: وكان أعلم غنيّ⁣(⁣٣) - عن شيوخهم -:

  مقتل شأس بن زهير أخيه والبحث عن قاتله ثم محاولة الثأر منه:

  أن شأس بن زهير بن جذيمة أقبل من عند ملك - قال أبو عبيدة: أراه النعمان - وكان بينه وبين زهير صهر - قال أبو عبيدة: ثم حدّثني مرّة أخرى قال: كانت ابنة زهير عنده - فأقبل شأس بن زهير من عنده وقد حباه أفضل / الحبوة مسكا وكسا وقطفا وطنافس، فأناخ ناقته في يوم شمال وقرّ على ردهة⁣(⁣٤) في جبل ورياح بن الأسكّ⁣(⁣٥) أحد بني رباع بن عبيد بن سعد بن عوف بن جلَّان على الرّدهة ليس غير بيته بالجبل؛ فأنشأ شأس يغتسل بين الناقة والبيت؛ فاستدبره رياح فأهوى له بسهم فبتر به صلبه. قال أبو عبيدة وحدّثني رجل يخيّل إليّ أنه أبو يحيى الغنويّ قال: ورد شأس وقد حباه الملك بحبوة فيها قطيفة حمراء ذات هدب وطيب، فورد منعجا⁣(⁣٦) وعليه خباء ملقى لرياح بن الأسكّ فيه أهله في الظَّهيرة؛ فألقى ثيابه بفنائه ثم قعد يهريق عليه الماء، والمرأة قريبة منه (يعني امرأة رياح) فإذا هو مثل الثور الأبيض. فقال رياح لامرأته: أنطيني⁣(⁣٧) قوسي؛ فمدّت إليه قوسه وسهما، وانتزعت المرأة نصله لئلا يقتله؛ فأهوى عجلان إليه فوضع السهم في مستدقّ الصّلب بين فقارتين ففصلهما، وخرّ ساقطا؛ وحفر له حفرا فهدمه عليه، ونحر جمله وأكله. قال: وقال عبد الحميد: أكل ركوبته وأولج متاعه بيته. وقال


(١) كذا في كتاب «المعارف» لابن قتيبة و «القاموس». وفي «الأصول»: «قطيعة بن قيس».

(٢) في «الأصول»: «حفصة» وهو تحريف.

(٣) كذا في ج. وفي «سائر الأصول»: «وكان بلغني عن شيوخهم» وهو تحريف.

(٤) الردهة (بالفتح): النقرة في الجبل أو في الصخر يستنقع فيها الماء.

(٥) في كتاب «الكامل» لابن الأثير (ج ١ ص ٤١١): «رياح بن الأشل».

(٦) منعج (بفتح فسكون فكسر): موضع.

(٧) في «أ، م»: «أعطيني». وأنطيني لغة في أعطيني.