أخبار أبي عيسى بن الرشيد ونسبه
٧ - أخبار أبي عيسى بن الرّشيد ونسبه
  شيء من أوصافه:
  اسمه أحمد، وقيل بل اسمه صالح بن الرشيد. وهذا النّسب أشهر من أن يشرح. وأمّه أمّ ولد بربريّة.
  وكان من أحسن النّاس وجها ومجالسة وعشرة، وأمجنهم وأحدّهم نادرة وأشدّهم عبثا. وكان يقول شعرا ليّنا طيّبا من مثله.
  كان جميل الوجه:
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفاف قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد الورّاق قال حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن طاهر أنه سمع أباه يقول: سمعت أبي (يعني طاهر بن الحسين) يحدّث أنه سمع الرشيد يقول للمأمون: أنت تعلم أنك أحبّ الناس إليّ، ولو أستطيع أن أجعل لك وجه أبي عيسى لفعلت.
  كان إذا ركب جلس له الناس لرؤية حسنه:
  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني مسيّح بن حاتم العكليّ قال حدّثنا إبراهيم بن محمد قال:
  كان يقال: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد، ومن أولاد الرشيد إلى أولاد محمد وأبي عيسى. وكان أبو عيسى إذا عزم على الركوب جلس الناس له حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء.
  مدحت عريب حسنه وغناءه:
  حدّثني محمد قال حدّثني يعقوب بن بنان قال حدّثني عليّ بن الحسين الإسكافيّ قال:
  كنت عند أبي الصّقر إسماعيل بن بلبل وعنده عريب، فسمعتها تقول: انتهى جمال الرشيد إلى محمد الأمين وأبي عيسى، ما رأى الناس مثلهما، وكان المعتزّ في طرازهما. قال: وسمعتها تقول لأبي العباس بن حمدون: ما غناؤك(١) من غناء أبي عيسى بن الرّشيد! وما سمعت قطَّ غناء أحسن من غنائه، ولا رأيت وجها أحسن من وجهه.
  عجب الرشيد من جواب له في صباه وقبله:
  أخبرني محمد قال حدّثني الغلابيّ قال حدّثنا يعقوب بن جعفر قال:
  قال الرّشيد لأبي عيسى ابنه وهو صبيّ: ليت جمالك لعبد اللَّه (يعني المأمون). فقال له: على أنّ حظَّه منك لي. فعجب من جوابه على صباه وضمّه إليه وقبّله.
  سخط من رؤية هلال شهر رمضان:
(١) كذا في أ، م. وفي ح: «في غنائك من غناء أبي عيسى إلخ». وفي ب، س: «في غنائك مشابهة من غناء أبي عيسى إلخ».