كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن حازم ونسبه

صفحة 314 - الجزء 14

٥ - أخبار محمّد بن حازم ونسبه

  نسبه وشئ من أخباره

  هو محمّد بن حازم بن عمرو الباهليّ. ويكنى أبا جعفر. وهو من ساكني بغداد مولده ومنشؤه البصرة. أخبرني بذلك ابن عمّار أبو العبّاس عن محمّد بن داود بن الجرّاح عن حسن بن فهم.

  وهو من شعراء الدولة العبّاسيّة، شاعر مطبوع، إلا أنه كان كثير الهجاء للناس، فاطَّرح، ولم يمدح من الخلفاء إلا المأمون، ولا اتصل⁣(⁣١) بواحد منهم، فيكون له نباهة طبقته. وكان ساقط الهمّة، متقلَّلا جدا، يرضيه اليسير، ولا يتصدّى لمدح ولا طلب.

  قصته مع الطاهريّ

  حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي قال حدّثنا الخليل بن أسد قال:

  سمعت محمّد بن حازم الباهليّ في منزلنا يقول: بعث إليّ فلان الطاهريّ - وكنت قد هجوته فأفرطت⁣(⁣٢) - بألف دينار وثياب، وقال: أمّا ما قد مضى فلا سبيل إلى ردّه، ولكن أحبّ ألا تزيد عليه شيئا. فبعثت إليه بالألف الدينار⁣(⁣٣) والثياب، وكتبت:

  لا ألبس النعماء من رجل ... ألبسته عارا على الدّهر

  خبره مع أحمد بن سعيد بن سالم

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا أبو علي - وسقط اسمه من كتابي - قال قرأت في كتاب عمّي:

  قال لي محمّد بن حازم الباهلي: مر بي أحمد بن سعيد بن سالم وأنا على بابي فلم يسلَّم عليّ سلاما أرضاه، فكتبت رقعة وأتبعته بها، وهي:

  وباهليّ من بني وائل ... أفاد مالا بعد إفلاس

  قطَّب في وجهي خوف القرى ... تقطيب ضرغام لدى الباس

  وأظهر التّيه فتايهته ... تيه امرئ لم يشق بالنّاس⁣(⁣٤)

  أعرته إعراض مستكبر ... في موكب مرّ بكنّاس


(١) في الأصول: «واتصل» وهو خطأ.

(٢) كذا في ج. وفي ب، س «فأفرطني» وهو تحريف.

(٣) في الأصول: «بالألف الدرهم» وهو لا يلائم ما قبله، والأظهر أنه «بألف الدينار» لأن قائله وهو محمّد بن حازم بصري - مولده ومنشؤه البصرة كما تقدم - والبصريون إذا أرادوا تعريف العدد المضاف عرّفوا المضاف إليه. والكوفيون هم الذين يجيزون تعريف المتضايفين. قال الزمخشري: وذلك بمعزل عند أصحابنا - أي البصريين - عن القياس واستعمال الفصحاء.

(٤) في الأصول: «بالباس».