ذكر آدم بن عبد العزيز وأخباره
١٨ - ذكر ادم بن عبد العزيز وأخباره
  نسبه
  آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
  وأمه أم عاصم بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم أيضا.
  من عليه السفاح
  وهو أحد من منّ عليه أبو العباس السفاح من بني أمية لمّا قتل من وجد منهم.
  كان خليعا ثم نسك
  وكان آدم في أوّل أمره خليعا ماجنا منهمكا(١) في الشراب، ثم نسك بعد ما عمّر، ومات على طريقة محمودة.
  عتاب المهدي له في شعر قاله
  وأخبرني الحسين بن علي عن أحمد بن سعيد الدمشقي، عن الزبير بن بكار عن عمّه:
  أنّ المهديّ أنشد هذه الأبيات وغنّى فيها بحضرته:
  أنت دعها وارج أخرى ... من رحيق السلسبيل
  فسئل عن قائلها فقيل آدم بن عبد العزيز بن عمرو بن عبد العزيز، فدعا به فقال له: ويلك تزندقت؟ قال: لا واللَّه يا أمير المؤمنين، ومتى رأيت قرشيّا تزندق؟ والمحنة في هذا إليك(٢)، ولكنّه طرب غلبني، وشعر طفح على قلبي في حال الحداثة فنطقت به. فخلى سبيله.
  قال: وكان المهديّ يحبه ويكرمه، لظرفه وطيب نفسه.
  / وروي هذا الخبر عن مصعب الزبيري وإسحاق / بن إبراهيم الموصلي قال:
(١) ح، أ، م: «منهوكا». والمنهوك: المجهد المغلوب. والمنهمك: ذو اللجاجة والتمادي. وفي حديث خالد بن الوليد: «انهمكوا في الخمر». ها: «متهتكا».
(٢) المحنة: الامتحان. وفي حديث الشعبي: المحنة بدعة. وهي أن يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه، يقول فعلت كذا وفعلت كذا، فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله، أو ما لا يجوز قوله.