كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي محمد ونسبه

صفحة 359 - الجزء 20

١٠ - أخبار أبي محمد ونسبه

  نسبه:

  أبو محمد يحيى بن المبارك، أحد بني عديّ بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم.

  سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيديّ يذكر ذلك، ويقول: نحن من رهط ذي الرمة.

  لم يقال له اليزيدي؟:

  وقيل: إنهم موالي بني عدي، وقيل لأبي محمد: اليزيديّ لأنه كان فيمن خرج مع إبراهيم بن / عبد اللَّه بن الحسن بالبصرة، ثم توارى زمانا حتى استتر أمره، ثم اتصل بعد ذلك بيزيد بن منصور خال المهدي، فوصله بالرشيد، فلم يزل معه. وأدّب المأمون خاصة من ولده، ولم يزل أبو محمد وأولاده منقطعين إليه وإلى ولده، ولهم فيهم مدائح كثيرة جياد.

  مكانته العلمية والأدبية وشيوخه:

  وكان أبو محمد عالما باللغة والنحو، راوية للشعر، متصرفا في علوم العرب. أخذ عن أبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب النحويّ وأكابر البصريين، وقرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء، وجوّد قراءته ورواها عن.، وهي المعوّل عليها في هذا الوقت. وكان بنوه جميعا في مثل منزلته من العلم والمعرفة باللغة، وحسن التصرف في علوم العرب. ولسائرهم علم جيد⁣(⁣١).

  من له شعر يتغنى به من أولاده:

  ونحن نذكر بعد انقضاء أخباره أخبار من كان له شعر وفيه غناء من ولده، إذ كنا قد شرطنا ذكر ما فيه صنعة دون غيره.

  فمنهم محمد بن أبي محمد، وإبراهيم بن أبي محمد، وإسماعيل بن أبي محمد. كلّ هؤلاء ولده لصلبه، ولكلَّهم شعر جيد.

  ومن ولد ولده أحمد بن محمد بن أبي محمد، وهو أكبرهم، وكان شاعرا راوية عالما.

  / ومنهم عبيد اللَّه والفضل ابنا محمد بن محمد، وقد رويا عن أكابر أهل اللغة، وحمل عنهما علم كثير. وآخر من كان بقي من علماء أهل هذا البيت أبو عبد اللَّه محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد، وكان فاضلا عالما ثقة فيما يرويه، منقطع القرين في الصدق وشدة التوقيّ فيما ينقله.

  وقد حملنا نحن عنه وكثير من طلبة العلم ورواته علما كثيرا، فسمعنا منه سماعا جمّا. فأما ما أذكر ها هنا من


(١) مي: «شعر جيد».