كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن البواب

صفحة 32 - الجزء 23

٣ - أخبار ابن البواب

  اسمه ونشأته:

  هو عبد اللَّه بن محمد بن عتاب بن إسحاق، من أهل بخارى وجّه⁣(⁣١) بجدّه وجماعة معه رهينة إلى الحجاج بن يوسف، فنزلوا عنده بواسط، فأقطعهم سكَّة بها، فاختطَّوها ونزلوها طول أيام بني أمية، ثم انقطعوا من الدولة العباسية إلى الربيع، فخدموه.

  وكان عبد اللَّه بن محمد هذا يخلف الفضل بن الربيع على حجبة الخلفاء، وكان أبوه محمد بن عتاب يخلف الربيع في أيام أبي جعفر، وكان معه فرآه أبو جعفر مع أبيه، فسأله عنه فأخبره، فكساه قباء خزّ، وكساه تحته قباء كتّان مرقوع القبّ، وقال له: هذا يخفى تحت ذاك.

  ذكر لي ذلك أحمد بن القاسم بن يوسف عن محمد بن عبد اللَّه بن محمد البواب عن أبيه.

  وكان عبد اللَّه صالح الشعر قليله، ورواية لأخبار الخلفاء عالما بأمورهم، روى عنه أبو زيد عمر بن شبّة ونظراؤه، وقد مضت / في هذا الكتاب وتأتي أخبار من روايته.

  يمدح المأمون بعد أن نال منه:

  قال أحمد بن القاسم اليوسفيّ: حدّثني محمد⁣(⁣٢) بن عبد اللَّه البواب قال: حدّثني أبي قال:

  حجبت موسى وهارون خليفة للفضل بن الربيع.

  وخدم⁣(⁣٣) محمدا الأمين فأغناه وأعطاه، ومدحه، ونال من المأمون وعرّض به، فأخبرني إسماعيل بن يوسف قال: حدّثني عبد اللَّه بن أحمد الباهليّ قال: حدّثني الحسين بن الضحّاك قال:

  لما أتي المأمون بشعر ابن البواب الذي يقول فيه:

  صوت

  أيبخل فرد الحسن فرد صفاته ... عليّ وقد أفردته بهوى فرد!

  رأى اللَّه عبد اللَّه خير عباده ... فملَّكه واللَّه أعليم بالعبد

  ألا إنما المأمون للناس عصمة ... مميّزة بين الضّلالة والرّشد

  - لعلويه في هذه الأبيات رمل بالوسطى -:


(١) في س، ب: «واجه».

(٢) في س، ب: «عبد اللَّه بن محمد».

(٣) في س، ب: «خلف موسى الأمين».