كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي العيال ونسبه

صفحة 318 - الجزء 24

١٤ - أخبار أبي العيال ونسبه⁣(⁣١)

  اسمه ونسبه

  أبو العيال بن أبي عنترة⁣(⁣٢)، وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: ابن أبي عنبر بالباء⁣(⁣٣) ولم أجد له نسبا يتجاوز هذا في شيء من الرّوايات، وهو أحد بني خناعة⁣(⁣٤) بن سعد بن هذيل، وهذا أكثر ما وجدته من نسبه، شاعر فصيح مقدّم، من شعراء هذيل، مخضرم، أدرك الجاهليّة والإسلام، ثم أسلم فيمن أسلم من هذيل، وعمّر إلى خلافة معاوية.

  وهذه القصيدة⁣(⁣٥) يرثي بها ابن عمّه عبد بن زهرة، ويقال: إنّه كان أخاه لأمّه أيضا.

  يصف غزاة لمعاوية فيبكيه

  (⁣٦) أخبرني محمّد بن العبّاس اليريديّ فيما قرأته عليه من شعر هذيل، عن الرّياشيّ، عن الأصمعيّ. ونسخت أيضا خبره الذي أذكره من نسخة أبي عمرو الشّيبانيّ قالا:

  كان عبد بن زهرة غزا الرّوم في أيام معاوية.

  وقال أبو عمرو خاصّه: مع يزيد بن معاوية في غزاته التي أغراه أبوه إيّاها، فأصيب في تلك الغزاة جماعة من المسلمين من روسائهم⁣(⁣٧) وحماتهم، وكانت شوكة / الرّوم شديدة، قتل فيها⁣(⁣٨) عبد العزيز بن زرارة الكلابيّ، وعبد بن زهرة الهذليّ وخلق من المسلمين، ثم فتح اللَّه عليهم، وكان أبو العيال حاضرا تلك الغزاة فكتب إلى معاوية قصيدة قرأها وقرئت على الناس، فبكى الناس وبكى معاوية بكاء شديدا جزعا لما كتب به.

  والقصيدة:

  من أبي العيال أخي هذيل فاعلموا ... قولي ولا تتجمجموا ما أرسل

  أبلغ معاوية بن صخر آية ... يهوي إليه بها البريد الأعجل

  والمرء عمرا فأته بصحيفة ... منّي يلوح بها كتاب منمل


(١) وردت ترجمة أبي العيال هنا في ب، س. وفي «نسختي ميونيخ، ١٣١٨ أدب، ١٢٦١ أدب». وفي «التجريد» وفيض اللَّه بعد ترجمة: عبد اللَّه بن مصعب. وفي «نسخة ألمانيا بعد ترجمة الراعي».

(٢) ف: «عنتر».

(٣) س، ب: «ابن أبي عنثرة بالثاء». وفي «شرح أشعار الهذليين:» «ابن أبي غثير».

(٤) ب، س: «وهو أحد بني خفاجة».

(٥) تقع هذه القصيدة في ثلاثة وخمسين بيتا في «شرح أشعار الهذليين». وابن عمه هذا قتل بالقسطنطينية قتلته الروم في زمن معاوية وأول القصيدة:

فتى ما غادر الأقوام لا نكس ولا جنب ... ولا زميلة رعديدة رعش إذا ركبوا

(٦) هذا الخبر بتمامه ساقط من «جميع النسخ» ما عدا: خد، ف.

(٧) خد: «من فرسانهم»، وفي «التجريد»: «من فرسانهم وحماتهم».

(٨) خد: «ابن عبد العزيز».