كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن الخياط وأخباره

صفحة 213 - الجزء 20

  

١ - نسب ابن الخياط وأخباره

  نسبه وولاؤه:

  هو عبد اللَّه بن محمد بن سالم بن يونس بن سالم. ذكر الزبير بن بكار أنه مولى لقريش، وذكر غيره أنه مولى لهذيل.

  أوصافه:

  وهو شاعر ظريف، ماجن خليع، هجّاء خبيث، مخضرم من شعراء الدولة الأموية والعباسية. وكان منقطعا إلى آل الزبير بن العوام مدّاحا لهم، وقدم على المهديّ مع عبد اللَّه بن مصعب فأوصله إليه، وتوصل له إلى أن سمع شعره وأحسن صلته.

  يمدح المهدي فيجيزه، ثم يمدحه فيضعف جائزته:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكَّار قال: حدّثني يونس بن عبد اللَّه بن سالم الخياط قال:

  دخل أبي على المهدي فمدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فقال يمدحه:

  أخذت بكفّي كفّه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدى

  فلا أنا⁣(⁣١) منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي

  / قال: فبلغ المهديّ خبره، فأضعف جائزته، وأمر بحملها إليه إلى منزله.

  قال الزبير بن بكَّار: سرق ابن الخياط هذا المعنى من ابن هرمة.

  كان من الهجائين:

  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثني مصعب بن عبد اللَّه قال:

  سمعت أبي يقول:

  لم يبرح هذه الثنيّة قطَّ أحد يقذف أعراض الناس ويهجوهم، قلت: مثل من؟ قال: / الحزين الكنانيّ، والحكم بن عكرمة الدّؤليّ، وعبد اللَّه بن يونس الخياط، وابنه يونس، وأبو الشدائد.

  عقوق ابنه يونس له:

  أخبرني محمد بن مزيد قال: حدّثنا الزبير بن بكَّار قال:

  كان يونس بن الخياط عاقّا لأبيه، فقال أبوه فيه:


(١) كذا في جميع النسخ، ونرجح أنها «فما أنا منه» بدل «فلا أنا» لأن «لا» في مثل هذا الموطن يجب أن تتكرر.