كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 294 - الجزء 20

٦ - أخبار دعبل بن عليّ ونسبه

  نسبه وكنيته:

  هو دعبل بن عليّ بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل بن خداش بن خالد بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا⁣(⁣١)، ويكنى أبا علي.

  شاعريته:

  شاعر متقدّم مطبوع هجاء خبيث اللسان، لم يسلم عليه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة، أحسن إليه أو لم يحسن، ولا أفلت منه كبير أحد.

  يناقض «الكميت» في مذهبته فيناقضه المخزومي:

  وكان شديد التعصب على النّزارية للقحطانيّة، وقال قصيدة يردّ فيها على الكميت بن زيد، ويناقضه في قصيدته المذهبة الَّتي هجا بها قبائل اليمن.

  ألا حيّيت عنا يا مرينا⁣(⁣٢)

  فرأى النبي في النوم، فنهاه عن ذكر الكميت بسوء.

  وناقضه أبو سعد المخزوميّ في قصيدته وهجاه، وتطاول الشرّ بينهما، فخافت بنو مخزوم لسان دعبل وأن يعمّهم بالهجاء، فنفوا أبا سعد عن نسبهم، وأشهدوا بذلك على أنفسهم.

  تشيعه ومكافأة علي بن موسى الرضا له:

  وكان دعبل من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي ~، وقصيدته.

  مدارس آيات خلت من تلاوة

  من أحسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في أهل البيت، $، وقصد بها أبا الحسن⁣(⁣٣) عليّ بن موسى الرّضا، #، بخراسان، فأعطاه عشرة آلاف درهم / من الدراهم المضروبة باسمه، وخلع عليه خلعة من ثيابه، فأعطاه بها أهل قمّ⁣(⁣٤) ثلاثين ألف درهم، لم يبعها، فقطعوا عليه الطريق فأخذوها، فقال لهم: إنها إنما تراد للَّه ø، وهي محرّمة عليكم، فدفعوا إليه ثلاثين ألف درهم، فحلف ألَّا يبيعها أو يعطوه بعضها ليكون في كفنه، فأعطوه فردكمّ، فكان في أكفانه.


(١) في س، ب: «هو يكنى».

(٢) م، أ: «مدينا».

(٣) كذا في م، أ، مد. س، ب: «أبا علي».

(٤) قم: مدينة إسلامية مصرها طلحة بن الأحوص بينها وبين قاشان اثنا عشر فرسخا.