كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 84 - الجزء 5

٦ - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

  نسب الوليد بن عقبة وولايته الكوفة ثم عزله وحدّه بالشراب:

  الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقد مضى نسبه مع أخبار ابنه⁣(⁣١) أبي قطيفة. ويكنى الوليد أبا وهب. وهو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، أمهما أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب. وكان من فتيان قريش وشعرائهم وشجعانهم وأجوادهم⁣(⁣٢)، وكان فاسقا، وولي لعثمان ¥ الكوفة بعد سعد بن أبي وقّاص، فشرب الخمر وشهد عليه بذلك، فحدّه وعزله. وهو الذي يقول يرثي عثمان ¥ ويحرّض معاوية:

  رثاؤه عثمان وتحريضه معاوية على الأخذ بثأره:

  واللَّه ما هند بأمّك إن مضى ... النهار ولم يثأر بعثمان ثائر

  أيقتل عبد القوم سيّد أهله ... ولم تقتلوه ليت أمّك عاقر

  وإنا متى نقتلهم لا يقد بهم ... مقيد فقد⁣(⁣٣) دارت عليك الدوائر

  كان يجالس عثمان على سريره فقال شعرا ولاه به الكوفة:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال:

  لم يكن يجلس مع عثمان ¥ على سريره إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب والحكم بن أبي العاصي والوليد بن عقبة، فأقبل الوليد يوما فجلس، ثم أقبل الحكم، فلما رآه عثمان زحل⁣(⁣٤) له عن مجلسه، فلما قام الحكم قال له الوليد: واللَّه يا أمير المؤمنين، لقد تلجلج في صدري بيتان قلتهما حين رأيتك / آثرت عمك على ابن أمّك؛ فقال له عثمان رضي اللَّه تعالى عنه: إنه شيخ قريش، فما البيتان اللذان قلتهما؟ قال قلت:

  رأيت لعمّ المرء زلفى قرابة ... دوين أخيه حادثا لم يكن قدما

  فأمّلت عمرا أن يشبّ⁣(⁣٥) وخالدا ... لكي يدعواني يوم مزحمة عمّا

  يعني عمرا وخالدا ابني عثمان. قال: فرقّ له عثمان، وقال له: قد ولَّيتك العراق (يعني الكوفة).


(١) كذا في م، ح. وفي سائر الأصول: «أبيه» وهو تحريف.

(٢) في ط، ء: «جودائهم». وجوداء (وزان كرماء): من جموع جواد.

(٣) في ب، س، ح: «وقد».

(٤) زحل: تنحى وتباعد.

(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «يشيب».