كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أعشى بني تغلب ونسبه

صفحة 188 - الجزء 11

١٥ - أخبار أعشى بني تغلب ونسبه

  نسب أعشى تغلب وكان نصرانيا:

  قال أبو عمرو الشيبانيّ: اسمه ربيعة. وقال ابن حبيب: اسمه النّعمان بن يحيى بن معاوية، أحد بني معاوية بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، شاعر من شعراء الدولة الأمويّة، وساكني الشأم إذا حضر، وإذا بدا نزل في بلاد قومه بنواحي الموصل وديار ربيعة. وكان نصرانيّا، وعلى ذلك مات.

  قصته مع الحر بن يوسف:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش عن أبي سعيد السّكَّريّ⁣(⁣١) قال حدّثنا محمد بن حبيب عن أبي عمرو الشيبانيّ قال:

  كان أعشى بني تغلب ينادم الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم. فشربا يوما في بستان له بالموصل، فسكر الأعشى فنام في البستان. ودعا الحرّ بجواريه فدخلن عليه قبّته. واستيقظ الأعشى فأقبل ليدخل القبّة، فمانعه الخدم، ودافعهم حتى كاد أن يهجم على الحرّ مع جواريه، فلطمه خصيّ منهم؛ فخرج إلى قومه فقال لهم: لطمني الحرّ. فوثب معه رجل من بني تغلب يقال له ابن أدعج وهو شهاب بن همّام بن ثعلبة بن أبي سعد، فاقتحما الحائط⁣(⁣٢) وهجما على الحرّ حتى لطمه الأعشى ثم رجعا. فقال الأعشى:

  كأنّي وابن أدعج إذ دخلنا ... على قرشيّك الورع⁣(⁣٣) الجبان

  / هزبرا غابة وقصا⁣(⁣٤) حمارا ... فظلَّا حوله يتناهشان

  أنا الجشميّ من جشم بن بكر ... عشيّة رعت طرفك بالبنان

  - أي لطمتك. وقوله «أنا الجشميّ» أي مثلي يفعل ذلك بمثلك -

  فما يستطيع ذو ملك عقابي ... إذا اجترمت يدي وجنى لساني

  عشيّة غاب عنك بنو هشام ... وعثمان استها وبنو أبان

  تروح إلى منازلها⁣(⁣٥) قريش ... وأنت مخيّم بالزّرّقان


(١) في «الأصول»: «السدي» وهو تحريف. ورواية علي بن سليمان الأخفش عن أبي سعيد السكري عن محمد بن حبيب وردت كثيرا في «الأغاني»، ومن ذلك ما ورد في الجزء الثالث (صفحة ١٠ من طبعة دار الكتب المصرية).

(٢) الحائط: البستان.

(٣) الورع: الضعيف الجبان.

(٤) وقص عنقه: كسرها ودقها.

(٥) كذا صححه الشنقيطي بقلمه في نسخته. وفي «الأصول»: «منازلنا». وهو تحريف.