كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحارث بن حلزة ونسبه

صفحة 29 - الجزء 11

٢ - أخبار الحارث بن حلزة ونسبه

  نسب الحارث بن حلزة:

  هو الحارث بن حلَّزة بن مكروه بن يزيد⁣(⁣١) بن عبد اللَّه بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن عاصم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن / جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

  السبب في قول قصيدته المعلقة:

  قال أبو عمرو الشيبانيّ: كان من خبر هذه القصيدة والسبب الذي دعا الحارث إلى قولها أنّ عمرو بن هند الملك، وكان جبّارا عظيم الشأن والملك، لمّا جمع بكرا وتغلب ابني وائل وأصلح بينهم، أخذ من الحيّين رهنا من كلّ حيّ مائة غلام ليكفّ بعضهم عن بعض، فكان أولئك الرّهن يكونون معه في مسيره ويغزون معه، فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامّة التّغلبيّين وسلم البكريّون. فقالت تغلب لبكر: أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل. فاجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم وأخبروه بالقصة. فقال عمرو [ابن كلثوم لتغلب: بمن ترون بكرا تعصب أمرها اليوم؟ قالوا: بمن عسى إلَّا برجل من أولاد ثعلبة. قال عمرو⁣(⁣٢)]: أرى واللَّه الأمر سينجلي عن أحمر أصلج⁣(⁣٣) أصمّ من بني يشكر. فجاءت بكر بالنّعمان بن هرم أحد بني ثعلبة بن غنم بن يشكر، وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم. فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان بن هرم: يا أصمّ! جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك!. فقال النّعمان: وعلى من أظلتّ / السماء كلَّها يفخرون ثم لا ينكر ذلك. فقال عمرو بن كلثوم له: أما واللَّه لو لطمتك لطمة ما أخذوا لك بها. فقال له النّعمان: واللَّه لو فعلت ما أفلتّ بها قيس أير أبيك. فغضب عمرو بن هند وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال: يا جارية⁣(⁣٤) أعطيه لحيا بلسان⁣(⁣٥) أنثى (أي سبّيه بلسانك). فقال: أيها الملك أعط ذلك أحبّ أهلك إليك. فقال: يا نعمان أيسرّك أنّي أبوك؟ قال: لا! ولكن وددت أنّك أميّ فغضب عمرو بن هند غضبا شديدا حتى همّ بالنّعمان. وقام الحارث بن حلَّزة فارتجل قصيدته هذه ارتجالا، توكَّأ على قوسه وأنشدها وانتظم⁣(⁣٦) كفّه وهو لا يشعر من الغضب حتى فرغ منها. قال ابن الكلبيّ: أنشد الحارث عمرو بن هند هذه القصيدة وكان به


(١) في شرح «المعلقات العشر للتبريزي»: «بديد».

(٢) الزيادة من شرح «المعلقات السبع لابن الأنباري» (نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية رقم ١٥٣ أدب ش) وشرح «المعلقات العشر للتبريزي».

(٣) في «شرحي ابن الأنباري والتبريزي للمعلقات»: «أصلع». والأصلج: الأصم، والأصلج في لغة بعض قيس: الأصلع.

(٤) كذا في «ج». وفي «سائر الأصول»: «يا حارثة» وهو تصحيف.

(٥) في «الأصول»: لحنا «بالنون، والتصويب من» شرح المعلقات العشر للتبريزي «و» شرح المعلقات السبع لابن الأنباري. والعبارة فيهما:» أعطيه لحيا بلسان. يقول الحية.

(٦) كذا في «ج» و «شرح ابن الأنباري والتبريزي للمعلقات». وانتظم هنا: طعن. يريد: وجرح كفه. وفي «م»: «واقتط». وفي «سائر الأصول»: واقتطم.