كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأضبط ونسبه

صفحة 342 - الجزء 18

١٠ - أخبار الأضبط ونسبه

  كان الأضبط مفركا

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني عبد اللَّه بن طاهر، قال: قال أبو محلَّم: أخبرني ضرار⁣(⁣١) بن عيينة، أحد بني عبد شمس، قال:

  كان الأضبط بن قريع مفرّكا⁣(⁣٢)، وكان إذا لقي في الحرب تقدم أمام الصف، ثم قال:

  أنا الذي تفركه حلائله ... ألا فتى معشّق أنازله!

  قال: فاجتمع نساؤه ذات ليلة يسمرن، فتعاقدن على أن يصدقن الخبر عن فرك الأضبط، فأجمعن أن ذلك لأنه بارد الكمرة، فقالت لإحداهنّ خالتها: أتعجز إحداكنّ إذا كانت ليلته منها أن تسخن كمرته بشيء من دهن؟ فلما سمع قولها صاح: يا آل عوف، يا آل عوف، فثار الناس وظنوا أنه قد أتي، فقال: أوصيكم بأن تسخنوا الكمرة فإنه لا حظوة لبارد الكمرة، فانصرفوا يضحكون، وقالوا: تبّا لك، ألهذا دعوتنا!.

  شعره فيمن خالفوه

  قال أبو محلَّم: كانت أمّ الأضبط عجيبة⁣(⁣٣) بنت دارم بن مالك بن حنظلة، وخالته الطَّموح⁣(⁣٤) بنت دارم أم جشم وعبشمس⁣(⁣٥) ابني كعب بن سعد، فحارب بنو الطَّموح قوما من بني سعد، فجعل الأضبط يدسّ إليهم الخيل والسلاح ولا يصرّح بنصرتهم خوفا من أن يتحزّب قومه حزبين معه وعليه، وكان يشير عليهم / بالرأي فإذا أبرمه نقضوه وخالفوا عليه، وأروه مع ذلك أنهم على رأيه، فقال في ذلك:

  /

  لكل همّ من الهموم سعة ... والمسي والصّبح لا فلاح معه⁣(⁣٦)

  لا تحقرنّ الفقير علَّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه⁣(⁣٧)

  وصل حبال البعيد إن وصل الحب ... ل وأقص القريب إن قطعه

  قد يجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه


(١) في ف، بيروت: صبار.

(٢) المفرك: المتروك المبغض.

(٣) في ب، هب، «المختار»: عجبة.

(٤) في ب، هب: الطم بنت دارم.

(٥) في ف، بيروت: ... بن جشم وعبد شمس».

(٦) صدر البيت في «الشعر والشعراء» ٢٢٦، ط ليدن:

«يا قوم من عاذري من الخدعة»

وفي «الخزانة» ٤ - ٥٩١:

«لكل ضيق من الأمور سعة»

، وفي «المختار»: «لا بقاء معه» بدل: «لا فلاح معه».

(٧) في «الشعر والشعراء» ٢٢٦:

«لا تهين الفقير ... أن تخشع»