كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر زيد بن عمرو ونسبه

صفحة 87 - الجزء 3

٢٦ - خبر زيد بن عمرو ونسبه

  نسبه من قبل أبويه:

  هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّي بن رياح⁣(⁣١) بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب. وأمه جيداء بنت خالد بن جابر بن أبي حبيب بن فهم. وكانت جيداء عند نفيل بن عبد العزّي فولدت له الخطَّاب أبا عمر بن الخطَّاب وعبدنهم⁣(⁣٢)، ثم مات عنها نفيل فتزوّجها⁣(⁣٣) ابنه عمرو فولدت له زيدا، وكان هذا نكاحا ينكحه أهل الجاهليّة.

  اعتزل عبادة الأوثان وكان يعيب قريشا:

  وكان زيد بن عمرو أحد من اعتزل عبادة الأوثان وامتنع من أكل ذبائحهم، وكان يقول: يا معشر قريش، أيرسل اللَّه قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحوها⁣(⁣٤) لغيره⁣(⁣٥)! واللَّه ما أعلم على ظهر الأرض أحدا على دين إبراهيم غيري.

  أخرجه عن مكة خطاب بن نفيل وقريش لمخالفته دينهم:

  أخبرنا الطَّوسيّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللَّه ومحمد بن الضحّاك عن أبيه، قالا:

  كان الخطَّاب بن نفيل قد أخرج زيد بن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه أن يدخلها حين فارق أهل الأوثان، وكان أشدّهم عليه الخطَّاب بن نفيل. / وكان زيد بن عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال⁣(⁣٦): لبّيك حقّا حقّا؛ تعبّدا ورقّا؛ البرّ⁣(⁣٧) أرجو لا الخال⁣(⁣٨)، وهل مهجّر⁣(⁣٩) كمن قال⁣(⁣١٠)! [ثم يقول]⁣(⁣١١):

  عدت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل الكعبة وهو قائم


(١) كذا في «شرح القاموس» مادة روح فقد ذكر أسماء من تسموا برياح ككتاب وعدّ هذا منها. وفي ب، س، ء: «رباح» بالباء الموحدة.

وفي سائر النسخ: «دياح» بالدال وكلاهما تحريف.

(٢) كذا في ط، ء، وهي محرّفة في سائر النسخ، ونهم بالضم: شيطان أو صنم لمزينة، وبه سموا «عبدنهم».

(٣) في ط: «فتزوّجت ابنه عمرا».

(٤) في ط، ء: «وتذبحونها».

(٥) كذا في ط، ء. وفي سائر النسخ: «لغير اللَّه».

(٦) كذا في أكثر الأصول. وفي ب، س: «ثم قال: يا مولاي لبيك ... إلخ».

(٧) البر: الطاعة والخير.

(٨) الخال: الخيلاء.

(٩) المهجر: السائر في الهاجرة.

(١٠) قال: أقام في القائلة.

(١١) زيادة في ط، ء.