كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في حروب الفجار وحروب عكاظ

صفحة 307 - الجزء 22

  ٤ - ذكر الخبر في حروب الفجار وحروب عكاظ ونسب أميمة بنت عبد شمس

  نسب أميمة

  أميمة بنت عبد شمس بن عبد مناف، وأمها تفخر⁣(⁣١) بنت عبيد بن رواس بن كلاب، وكانت عند حارثة بن الأوقص⁣(⁣٢) بن مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان السلمى، فولدت له أمية بن حارثة.

  وكانت هذه الحرب بين قريش وقيس عيلان في أربعة أعوام متواليات، ولم يكن لقريش في أولها مدخل، ثم التحقت بها.

  فأما الفجار الأول فكانت الحرب فيه ثلاثة أيام، ولم تسمّ باسم لشهرتها⁣(⁣٣).

  وأما الفجار الثاني فإنه كان أعظمهما؛ لأنهم استحلوا / فيه الحرم، وكانت أيامه يوم نخلة، وهو الذي لم يشهده رسول اللَّه منها، وشهد سائرها، وكان الرؤساء فيه حرب بن أمية في القلب، وعبد اللَّه بن جدعان، وهشام بن المغيرة في المجنبتين ثم يوم شمطة⁣(⁣٤)، ثم يوم العبلاء، ثم يوم عكاظ، ثم يوم الحرة.

  الشرارة الأولى في حرب الفجار

  قال أبو عبيدة: كان أول أمر الفجار أنّ بدر بن معشر الغفاري أحد بني غفار بن مالك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناه بن كنانة كان رجلا منيعا مستطيلا بمنعته على من ورد عكاظ، فاتخذ مجلسا بسوق عكاظ، وقعد فيه وجعل يبذخ⁣(⁣٥) على الناس ويقول:

  نحن بنو مدركة بن خندف ... من يطعنوا في عينه لا يطرف⁣(⁣٦)

  / ومن يكونوا قومه يغطرف ... كأنهم لجّة بحر مسدف⁣(⁣٧)

  وبدر بن معشر باسط رجليه يقول: أنا أعزّ العرب، فمن زعم أنه أعزّ مني فليضرب هذه⁣(⁣٨) بالسيف، فهو أعز مني،


(١) في هد، هج: «هجر» بدل «تفخر».

(٢) في هج: «الأرقم» بدل «الأرقص».

(٣) في الأصل «تشهر بها» وهو تحريف «لشهرتها» والمثبت من هج.

(٤) في هد: «سبطة»، وفي هج «سخطة» بدل «شمطة».

(٥) يبذخ: يفخر، ويغالي في فخره، وفي ب «يبرح» وفي هد «يبزخ» وكلاهما تحريف.

(٦) لا يطرف: من طرف البصر: تحرك جفناه.

(٧) يغطرف: من الغطرفة بمعنى التيه والخيلاء، مسدف: من الإسداف بمعنى الظلام، وذلك كناية عن كثرة الأمواج.

(٨) هذه: إشارة إلى رجليه، والعرب كثيرا ما تعيد الضمير على المثنى مفردا في مثل يدين وعينين ورجلين.