نسب عبد الله بن الحجاج وأخباره
١٢ - نسب عبد اللَّه بن الحجاج وأخباره
نسب عبد اللَّه بن الحجاج وأخباره
  هو عبد اللَّه بن الحجاج بن محصن بن جندب بن نصر بن عمرو بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. ويكنى أبا الأقرع. شاعر فاتك شجاع من معدودي فرسان مضر ذوي البأس والنّجدة فيهم، وكان ممّن خرج مع عمرو بن سعيد على عبد الملك بن مروان، فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرا خرج مع نجدة بن عامر الحنفيّ ثم هرب، فلحق بعبد اللَّه بن الزبير، فكان معه إلى أن قتل، ثم جاء إلى عبد الملك متنكَّرا، واحتال عليه حتى أمّنه.
  وأخباره تذكر في ذلك وغيره هاهنا.
  الحجاج وتسرعه إلى الفتن
  أخبرني بخبره في تنقّله من عسكر إلى عسكر، ثم استئمانه، جماعة من شيوخنا، فذكروه متفرّقا فابتدأت بأسانيدهم، وجمعت خبره من روايتهم.
  فأخبرنا الحرميّ ابن أبي العلاء، قال: حدّثنا الزبير بن بكار، قال: حدّثني اليزيدي أبو عبد اللَّه محمّد بن العباس ببعضه، قال: حدّثني سليمان بن أبي شيخ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي؛ / وأخبرنا محمّد بن عمران الصيرفي قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدّثنا محمّد بن معاوية الأسدي، قال: حدّثنا محمّد بن كناسة؛ وأخبرني عمي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني علي بن مسلم بن الهيثم الكوفي عن محمّد بن أرتبيل؛ ونسخت بعض هذه الأخبار من نسخة أبي العباس ثعلب، والألفاظ تختلف في بعضها والمعاني قريبة، قالوا:
  كان عبد اللَّه بن الحجاج الثعلبي شجاعا فاتكا صعلوكا من صعاليك العرب، وكان متسرعا إلى الفتن، فكان ممن خرج مع عمرو بن سعيد بن العاص، فلما ظفر به عبد الملك / هرب إلى ابن الزّبير، فكان معه حتّى قتل، ثم اندسّ إلى عبد الملك فكلَّم فيه فأمّنه.
  دخوله على عبد الملك بتحايل منه أو من غيره
  هذه رواية ثعلب، وقال العنزيّ وابن سعد في روايتهما:
  لما قتل عبد اللَّه بن الزبير، وكان عبد اللَّه بن الحجاج من أصحابه وشيعته احتال حتى دخل على عبد الملك بن مروان وهو يطعم الناس، فدخل حجرة، فقال له: مالك يا هذا لا تأكل؟ قال: لا أستحلّ أن آكل حتى تأذن لي.
  قال: إنّي قد أذنت للناس جميعا. قال: لم أعلم فآكل بأمرك. قال: كل. فأكل، وعبد الملك ينظر إليه ويعجب من فعاله، فلما أكل الناس [و] جلس عبد الملك في مجلسه، وجلس خواصّه بين يديه، وتفرّق الناس، جاء عبد اللَّه بن الحجاج فوقف بين يديه، ثم استأذنه في الإنشاد فأذن له، فأنشده:
  أبلغ أمير المؤمنين فإنّني ... مما لقيت من الحوادث موجع