كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

رجع الخبر إلى سياقة خبر عمرو

صفحة 152 - الجزء 15

رجع الخبر إلى سياقة خبر عمرو

  تعبير أخته كبشة له حين هم بأخذ الدية

  قال: وجاءت بنو مازن إلى عمرو فقالوا: إن أخاك قتله رجل منا سفيه وهو سكران، ونحن يدك وعضدك، فنسألك الرحم وإلَّا أخذت الدية ما أحببت! فهمّ عمرو بذلك. وقال:

  إحدى يديّ أصابتني ولم ترد⁣(⁣١)

  فبلغ ذلك أختا لعمرو يقال لها كبشة، وكانت ناكحا في بني الحارث بن كعب، / فغضبت، فلما وافى الناس من الموسم قالت شعرا تعيّر عمرا:

  أرسل عبد اللَّه إذ حان يومه ... إلى قومه لا تعقلوا لهم دمي

  ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا ... وأترك في بيت بصعدة مظلم⁣(⁣٢)

  ودع عنك عمرا إنّ عمرا مسالم ... وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم

  فإن أنتم لم تقبلوا واتّديتم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلَّم⁣(⁣٣)

  أيقتل عبد اللَّه سيّد قومه ... بنو مازن أن سبّ راعى المخزّم

  فقال عمرو قصيدة له عند ذلك يقول فيها:

  صوت

  أرقت وأمسيت لا أرقد ... وساورني الموجع الأسود

  وبتّ لذكري بني مازن ... كأنّي مرتفق أرمد⁣(⁣٤)

  فيه لحن من خفيف الثقيل الأوّل بالوسطى، نسبه يحيى المكي إلى ابن محرز، وذكر الهشامي⁣(⁣٥) أنّه منحول.


(١) البيت لأعرابي قتل أخوه ابنا له، مما اختاره أبو تمام في «الحماسة» (١: ٦٦). وهو:

أقول للنفس تأساء وتعزية ... إحدى يدي أصابتني ولم ترد

كلاهما خلف من فقد صاحبة ... هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

(٢) الإفال: جمع أفيل، وهو من أولاد الإبل ما بلغ سبعة أشهر. وإنما ذكر الإفال والأبكر تحقيرا لشأن الدية، إذ الدية لا تكون منهما.

وصعدة: مخلاف باليمن.

(٣) في «الحماسة»: «لم تنأروا»، واتديتم: قبلتم الدية. المصلم: المجدع.

(٤) المرتفق: المتكئ على مرفق يده.

(٥) الكلام بعده إلى ما قبل الصوت التالي ناقص من ط.