أخبار ابن المولى ونسبه
٣٤ - أخبار ابن المولى ونسبه
  نسبه وصفته وهو شاعر من مخضرمي الدولتين:
  هو محمد بن عبد اللَّه بن مسلم بن المولى مولى الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف، شاعر متقدّم مجيد من مخضرمي الدولتين ومدّاحي أهلهما، وقدم على المهديّ وامتدحه بعدّة قصائد فوصله بصلات سنّية، وكان ظريفا عفيفا نظيف الثياب حسن الهيئة.
  قدم على المهدي ومدحه فأجزل صلته:
  أخبرني عمّي قال حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الحزنبل قال قال لي محمد بن صالح بن النّطَّاح:
  كان ابن المولى يسمّى محمدا مولى بني عمرو بن عوف من الأنصار، وكان مسكنه بقباء، وكان يقدم على المهديّ فيمدحه، فقدم عليه فأنشده قوله:
  سلا دار ليلى هل تبين فتنطق ... وأنّى تردّ القول بيداء سملق
  وأنّى تردّ القول دار كأنها ... لطول بلاها والتقادم مهرق
  وقال خليلي والبكالي غالب ... أقاض عليك ذا الأسى والتشوّق
  وإنسان عيني في دوائر لجّة ... من الدمع يبدو تارة ثم يغرق
  يقول فيها:
  إلى القائم المهديّ أعملت ناقتي ... بكل فلاة آلها(١) يترقرق
  إذا غال(٢) منها الركب صحراء برّحت ... بهم بعدها في السير صحراء دردق(٣)
  / رميت قراها(٤) بين يوم وليلة ... بفتلاء(٥) لم ينكب(٦) لها الزّور مرفق
(١) الآل: السراب.
(٢) يقال: غالت الأرض السابلة أي قذفت بهم وأبعدتهم.
(٣) كذا في الأصول. والدردق: الطريق، والصف من النخل، والصغير من كل شيء، وكل هذه المعاني لا تتفق والمعنى المراد، ولعلها مما لم يرد تفسيره في «المعاجم»، أو لعلّ المراد بها «فيهق» يقال: أرض فيهق، ومفازة فيهق أي واسعة.
(٤) القرا: الظهر.
(٥) يقال: ناقة فتلاء إذا كان في ذراعيها فتل وهو تباعدهما عن الجنبين كأنهما فتلتا عنهما.
(٦) كذا في أكثر الأصول. وفي ح: «يركب».