كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن عبد الله بن جعفر ونسبه

صفحة 488 - الجزء 22

٣٦ - أخبار عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر ونسبه

  اسمه ونسبه

  هو عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب $، وأمه ولَّادة بنت الحجل بن عنبسة بن سعيد بن العاصي بن أمية:

  شاعر ظريف حجازي، كان عمر بن الفرج الرّخّجي حمله من الحجاز إلى سرّ من رأى مع من حمل من الطالبيّين فحسه المتوكل معهم.

  يحبسه المتوكل

  حدثنا محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود الزّرقي قال: حدثنا عمر بن عثمان الزّهري المعروف بابن أبي قباجة قال:

  رفع عمر بن الفرج عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر الجعفريّ إلى المتوكل أيام حجّ المنتصر، فحبسه المتوكل لأنه كان شيخ القوم وكبيرهم، وكان أغلظ لعمر بن الفرج.

  يتديث في شعره

  قال⁣(⁣١) عليّ بن عبد اللَّه: مكثت في الحبس مدة، فدخل عليّ رجل من الكتّاب يوما فقال: أريد هذا الجعفري الذي تديّث في شعره فقلت له: إليّ فأنا هو، فعدل إليّ وقال: جعلت فداك! أحبّ / أن تنشدني بيتيك اللذين تديّثت فيهما، فأنشدته:

  ولما بدا لي أنها لا تودّني ... وأن هواها ليس عني بمنجل

  تمنّيت أن تهوى سواي لعلَّها ... تذوق حرارات الهوى فترقّ لي

  قال: فكتبهما، ثم قال لي: اسمع - جعلت فداك - بيتين قلتهما في الغيرة، فقلت: هاتهما فأنشدني:

  ربما سرّني صدودك عنّي ... في طلابيك وامتناعك منّي

  حذرا أن أكون مفتاح غيري ... فإذا ما خلوت كنت التّمنّي

  / فقام القرشي، فقبّل رأسه، فقال له: فدتك نفسي وأهلي، لو لم أقدم مكة لعمرة ولا لبرّ وتقوى، ثم قدمت إليها لأراك وأسمع منك لكان ذلك قليلا. ثم انصرف.

  وحدثني بعض مشايخ الكتّاب أنه دخل على أبي العبيس بن حمدون يوما، فسأله أن يقيم عنده فأقام، وأتاهم


(١) وردت رواية هذا الخبر في بعض النسخ هكذا «قال: وكان علي بن عبد اللَّه مكث في الحبس مدة فدخل عليه رجل من الكتاب يوما، فقال: أريد هذا الجعفري الذي تديث في شعره، فقلت ... الخ».