كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مع عبد الله بن الحشرج

صفحة 278 - الجزء 12

  ٢ - أخبار عبد الله بن الحشرج

  نسب عبد اللَّه بن الحشرج وأخلاقه

  هو عبد اللَّه بن الحشرج بن الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان عبد اللَّه بن الحشرج سيّدا من سادات قيس وأميرا من أمرائها، ولي أكثر أعمال خراسان، ومن أعمال فارس، وكرمان. وكان جوادا ممدّحا. وفيه يقول زياد الأعجم⁣(⁣١):

  [إنّ السماحة والشّجاعة والنّدى ... في قبّة ضربت على ابن الحشرج

  وله يقول أيضا⁣(⁣٢):]

  إذا كنت مرتاد السّماحة والنّدى ... فسائل تخبّر عن ديار الأشاهب

  نسبه إلى الأشهب جدّه. وفي بني الأشهب يقول نابغة بني جعدة:

  أبعد فوارس يوم الشّري ... ف⁣(⁣٣) آسى وبعد بني الأشهب

  بعض أخبار أبيه وعمه زياد

  وكان أبوه الحشرج بن الأشهب سيّدا شاعرا وأميرا كبيرا. وكان غلب على قهستان⁣(⁣٤) في زمن عبد اللَّه بن خازم، فبعث إليه عبد اللَّه بن خازم المسيّب بن أوفى القشيريّ، فقتل الحشرج وأخذ قهستان. وكان عمّه زياد بن الأشهب أيضا شريفا سيّدا، وكان قد سار إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب # / يصلح بينه وبين معاوية على أن يولَّيه الشأم فلم يجبه. وفي ذلك يقول نابغة بني جعدة يعتدّ على معاوية:

  وقام زياد عند باب ابن هاشم ... يريد صلاحا بينكم ويقرّب

  مدحه قدامة بن الأحرز فوصله واعتذر

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن الهيثم بن فراس قال: حدّثنا العمريّ عن عطاء بن مصعب عن عاصم بن الحدثان قال:


(١) هو زياد بن سليمان مولى عبد القيس. كان ينزل إصطخر فغلبت العجمة على لسانه، فقيل له الأعجم. كان شاعرا جزل الشعر فصيح الألفاظ على لكنة لسانه. (انظر ترجمته. في ج ١٤ ص ١٠٢ من «الأغاني» طبع بولاق).

(٢) كذا في ط، م. وهذه الزيادة ساقطة من ب، س. وفي سائر النسخ مضطربة.

(٣) الشريف: ماء لبني نمير. ويوم الشريف من أيامهم.

(٤) قهستان: (وأكثر ما تستعمل: قوهستان بالواو، وقد تخفف بحذفها): تطلق على عدّة مواضع ببلاد العجم، والمشهور بهذا الاسم ناحية بين هراة ونيسابور.