كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر شريح ونسبه وخبره

صفحة 139 - الجزء 17

١٦ - ذكر شريح ونسبه وخبره

  هو فيما أخبرني به الحسن بن علي الخفّاف، قال: حدثنا الحارث⁣(⁣١) بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو سعيد، عن هشام بن السائب. وأخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدثني عليّ بن عبد اللَّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح، كلاهما اتفق في الرواية لنسبه:

  نسبه

  أنه شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكنديّ. قال هشام في خبره خاصة: وليس بالكوفة من بني الرائش غيرهم، وسائرهم من هجر وحضر موت.

  وقد اختلف الرواة بعد هذا في نسبه؛ فقال بعضهم: شريح بن هانئ - وهذا غلط - ذاك شريح بن هانئ الحارثيّ، واعتلّ من قال هذا بخبر روي عن مجالد، عن الشّعبيّ، أنه قرأ كتابا من عمر إلى شريح:

  من عبد اللَّه عمر أمير المؤمنين إلى شريح بن هانئ. وقد يجوز أن يكون كتب عمر ¥ هذا الكتاب إلى شريح بن هانئ الحارثيّ، وقرأه الشعبيّ، وكلا هذين الرجلين معروف، والفرق بينهما النسب والقضاء؛ فإن شريح بن هانئ لم يقض، وشريح بن الحارث قد قضى لعمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب #. وقيل:

  شريح بن عبد اللَّه، وشريح بن شراحيل، والصحيح ابن الحارث. وابنه أعلم به.

  وقد أخبرنا وكيع، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن بكير، قال: حدثني أبي عن الهيثم بن عديّ، عن أبي ليلى:

  أن خاتم شريح كان نقشه شريح بن الحارث. وقيل: إنه من أولاد الفرس الذين قدموا اليمن مع سيف بن ذي يزن، وعداده في كندة، وقد روى عنه شبيه بذلك.

  / أخبرنا وكيع، قال: حدثنا عبد اللَّه بن محمد الحنفيّ، قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عبد اللَّه بن المبارك، قال: حدثنا سفيان الثوريّ، عن ابن أبي السّفر، عن الشعبيّ، قال:

  جاء أعرابيّ إلى شريح، فقال: ممّن أنت؟ قال: أنا من الذين أنعم اللَّه عليهم، وعدادي في كندة.

  قال وكيع: وقال أبو حسان، عن أيوب بن جابر، عن أبي حصين، قال:

  كان شريح إذا قيل له ممن أنت؟ قال: ممّن أنعم اللَّه عليه بالإسلام، عديد كندة.

  قال وكيع: وقيل: إنما خرج إلى المدينة ثم إلى العراق؛ لأنّ أمّه تزوّجت بعد أبيه فاستحيا.

  سنه

  وقد اختلف أيضا في سنّه؛ فقيل: مائة وعشرون سنة، وقيل: مائة وعشر، وقيل: أقل من ذلك وأكثر.


(١) ج: «الحسن».