كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أشجع وأخباره

صفحة 397 - الجزء 18

١٧ - نسب أشجع وأخباره

  نسبه

  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ والحسن بن عليّ قالا: حدثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدثني عليّ بن الفضل⁣(⁣١) السّلميّ، قال:

  كان أشجع بن عمرو السلميّ يكنى أبا الوليد من ولد الشّريد بن مطرود السلميّ، تزوج أبوه امرأة من أهل اليمامة، فشخص معها إلى بلدها فولدت له هناك أشجع، ونشأ باليمامة، ثم مات أبوه.

  كان يعد من فحول الشعراء

  فقدمت به أمّه البصرة تطلب ميراث أبيه، وكان له هناك مال فماتت بها، وربّي أشجع ونشأ بالبصرة، فكان من لا يعرفه يدفع نسبه، ثم كبر وقال الشّعر وأجاد وعدّ في الفحول، وكان الشّعر يومئذ في ربيعة واليمن، ولم يكن لقيس شاعر معدود، فلما نجم أشجع وقال الشّعر، افتخرت به قيس وأثبتت نسبه، وكان له أخوان: أحمد وحريث ابنا عمرو، وكان أحمد شاعرا ولم يكن يقارب أشجع، ولم يكن لحريث شعر، ثم خرج أشجع إلى الرّقّة والرّشيد بها، فنزل على بني سليم فتقبّلوه وأكرموه، ومدح البرامكة، وانقطع إلى جعفر خاصّة وأصفاه مدحه، فأعجب به ووصله إلى الرشيد، ومدحه فأعجب به أيضا، فأثرى وحسنت حاله في أيّامه وتقدّم عنده.

  شخص من البصرة إلى الرقة لينشد الرشيد قصيدته

  أخبرني محمد بن عمران، قال: حدّثني العنزيّ، قال: حدّثني صخر بن أسد السّلميّ، قال: حدّثني أبي أسد / بن جديلة، قال: حدّثني أشجع السّلميّ قال:

  شخصت من البصرة إلى الرّقّة، فوجدت الرّشيد غازيا، ونالتني خلَّة، فخرجت حتى لقيته منصرفا من الغزو، وكنت قد اتّصلت ببعض أهل داره، فصاح صائح ببابه: من كان ها هنا من الشعراء فليحضر يوم الخميس، فحضرنا سبعة وأنا ثامنهم، وأمرنا بالبكور⁣(⁣٢) في يوم الجمعة، فبكَّرنا وأدخلنا، وقدّم واحد منا ينشد على الأسنان، وكنت / أحدث القوم سنّا، وأرثّهم⁣(⁣٣) حالا، فما بلغ إليّ حتى كادت الصلاة أن تجب، فقدّمت والرّشيد على كرسيّ، وأصحاب الأعمدة بين يديه سماطان⁣(⁣٤).

  خاف وجوب الصلاة فبدأ إنشاد الرشيد بما جاء في قصيدته من مدح

  فقال لي: أنشدني، فخفت أن أبتدئ من أوّل قصيدتي بالتّشبيب فتجب الصلاة ويفوتني ما أردت، فتركت


(١) في ف: المفضل.

(٢) في ب: للبكور.

(٣) في «المختار»: وأرقهم.

(٤) سماط القوم: صفهم.