كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

غناء الوليد بن يزيد

صفحة 188 - الجزء 9

  كان محدثا وفقيها وراويا:

  وقد روي عن عمر بن عبد العزيز حديث كثير وفقه، وحمل عنه أهل العلم.

  أخبرنا محمد بن جرير الطَّبريّ قال حدّثنا عمران بن بكَّار الكلاعيّ قال حدّثنا خالد بن عليّ قال حدّثنا بقيّة بن الوليد عن مبشّر بن إسماعيل عن بشر بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عمر عن جدّه عبد العزيز عن معاوية بن أبي سفيان قال:

  قال رسول اللَّه : «من أحبّ أن تمثل له الرجال قياما فليتبوّأ مقعده من النار».

  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ وعمّي قالا حدّثنا العنزيّ قال حدّثني وزير بن محمد أبو هاشم الغسّانيّ قال حدّثني محمد بن أيّوب بن سعيد السّكَّريّ عن عمر بن عبد العزيز عن أمّه عن أبيها عاصم بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال:

  قال رسول اللَّه : «نعم الإدام الخلّ».

  غناء يزيد بن عبد الملك:

  وممن حكي عنه أنه صنع في شعره غناء يزيد بن عبد الملك، ولم يأت ذلك برواية عمّن يحصّل قوله كما حكي عن عمر بن عبد العزيز، وإنما وجد في الكتب أنه صنع لحنا في شعره، وذكره من لا يوثق به، ولم نروه عن أحد فلم نأت بأخباره ها هنا مشروحة، وأتيت بها في أخباره مع حبابة بحيث يصلح. وأما اللحن الذي ذكر أنه صنعه فهو:

  صوت

  أبلغ حبابة أسقى ربعها المطر ... ما للفؤاد سوى ذكراكم وطر

  إن سار صحبي لم أملل بذكركم ... أو عرّسوا فهموم النفس والفكر

  في هذين البيتين ثقيل أوّل يقال إنه ليزيد بن عبد الملك. وذكر ابن المكَّيّ أنه لحبابة.

  وحكي عن الهيثم بن عديّ أن يزيد بن عبد الملك لمّا رأى حبابة تعلَّقها ولم يقدر على ابتياعها خوفا من أخيه سليمان أو من عمر بن عبد العزيز، وقال فيها هذين البيتين وهو راحل عن الحجاز، وغنّاه فيهما معبد، فوصله بعد ذلك بما كان يغنيه، وأخذته حبابة وغيرها عنه. وذكر الهشاميّ أنه مما لا يشكّ فيه من غناء معبد. وقد مضت أخبار يزيد بن عبد الملك وحبابة في صدر هذا الكتاب فاستغني عن إعادتها هنا.

غناء الوليد بن يزيد:

  وممن غنّى منهم الوليد بن يزيد:

  وله أصوات صنعها مشهورة، وقد كان يضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدّفّ على مذهب أهل الحجاز.

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد عن الفطرانيّ عن محمد بن جبر قال حدّثني من سمع خالد / صامة يقول:

  / كنت يوما عند الوليد بن يزيد وأنا أغنّيه:

  أراني اللَّه يا سلمى حياتي