كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر للأحوص

صفحة 225 - الجزء 17

٣٠ - [خبر للأحوص]

  نسوة من أهل المدينة يعقدن له مجلسا، فيقول في ذلك شعرا

  أخبرني حرميّ⁣(⁣١) بن أبي العلاء، قال: حدثني الزبير بن بكَّار، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن، قال:

  حدثني إسماعيل بن محمد المخزوميّ، قال:

  اجتمع نسوة عند امرأة من أهل المدينة فقلن: أرسلي إلى الأحوص، فإنّا نحبّ أن نتحدث معه ونسمع من شعره، فقالت لهنّ: إذا لا يزيدكنّ على أن يخرج إذا عرفكن، فيشهركنّ وينظم الشعر فيكنّ، فلم يزلن بها حتى أرسلت إليه رسولا يذكر له أمرهنّ ولا يسميهنّ، ويقول له أن يأتيهن مخمّر الرّأس، ففعل، وتحدّث معهنّ وأنشدهن. فلما أراد الخروج وضع يده في تور⁣(⁣٢) بين أيديهن فيه خلوق، فغطَّى رأسه، وخرج ووضع يده على الباب، ثم تفقّد الموضع الذي كان فيه، فغدا إليه، وطاف حتى وجد أثر يده في الباب، فقال:

  خمس دسسن إليّ في لطف ... حور العيون نواعم زهر

  فطرقتهنّ مع الجريّ وقد ... نام الرقيب وحلَّق النسر

  مستبطنا⁣(⁣٣) للحيّ إذ قرعوا ... عضبا يلوح بمتنه أثر

  / فعكفن ليلتهن ناعمة ... ثم استفقن⁣(⁣٤) وقد بدا الفجر

  بأشمّ معسول فكاهته ... غضّ الشباب رداؤه غمر⁣(⁣٥)

  رزن بعيد الصّوت⁣(⁣٦) مشتهر ... جيبت له جوب⁣(⁣٧) الرحى عمرو

  قامت تخاصره لكلَّتها ... تمشي تأوّد غادة بكر

  فتنازعا من دون نسوتها ... كلما يسرّ كأنه سحر

  كلّ يرى أنّ الشّباب له ... في كل غاية صبوة عذر

  سيفانة أمر الشباب بها ... رقراقة لم يبلها الدّهر

  حتى إذا أبدى هواه لها ... وبدا هواها ماله ستر


(١) ف: «الحرمي».

(٢) التور: إناء.

(٣) كذا في ج، ف، وفي أ، ب: مستبطئا.

(٤) ف: «ثم افترقن».

(٥) الغمر من الثياب: الواسع.

(٦) كذا في أ، ب، ف، وفي ح: «بعيد الصيت».

(٧) كذا في ف، ح، وفي أ، ب: «جيب الرحى».