كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أمية بن الأسكر ونسبه

صفحة 11 - الجزء 21

٢ - أخبار أمية بن الأسكر ونسبه

  نسبه

  : هو أمية بن حرثان بن الأسكر بن عبد اللَّه بن سرابيل الموت بن زهرة بن زبينة⁣(⁣١) بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.

  شاعر فارس مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وكان من سادات قومه وفرسانهم، وله أيام مأثورة مذكورة.

  عمر يستعمل ابنه كلابا على الأبلة

  : وكان له أخ يقال له: أبو لاعق الدم، وكان من فرسان قومه وشعرائهم، وابنه كلاب بن أمية أيضا أدرك النبي فأسلم مع أبيه، ثم هاجر إلى النبي فقال أبوه فيه شعرا، ذكر أبو عمرو الشيباني أنه هذا الشعر، وهو خطأ، إنما خاطبه بهذا الشعر لما غزا⁣(⁣٢) مع أهل العراق لقتال الفرس، وخبره في ذلك يذكر بعد هذا.

  قال أبو عمرو في خبره: فأمره بصلة أبيه وملازمته طاعته.

  وكان عمر بن الخطاب استعمل كلابا على الأبلَّة⁣(⁣٣)، فكان أبواه ينتابانه، يأتيه أحدهما في كل سنة، ثم أبطأ عليه وكبرا فضعفا عن لقائه، فقال أبياتا وأنشدها عمر، فرقّ له ورده / إليهما، فلم يلبث معهما إلا مدة حتى نهشته أفعى؛ فمات وهذا أيضا وهم من أبي عمرو، وقد عاش كلاب حتى ولي لزياد الأبلَّة، ثم استعفى، أعفاه. وسأذكر خبره في ذلك وغيره ها هنا إن شاء اللَّه تعالى.

  شعره لابنه كلاب لما أغزاه عمر وطالت غيبته عنه

  : فأما خبره مع عمر فإنّ الحسن بن عليّ أخبرني به، قال: حدثني الحارث بن محمد قال: حدثني المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ عن الزّبيريّ عن عروة بن الزبير قال:

  / هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، فأقام بها مدّة، ثم لقي ذات يوم طلحة بن عبيد اللَّه والزبير بن العوّام، فسألهما: أيّ الأعمال أفضل في الإسلام؟ فقالا: الجهاد، فسأل عمر فأغزاه في جيش، وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبة كلاب عنه قال:

  لمن شيخان قد نشدا كلابا ... كتاب اللَّه إن⁣(⁣٤) قبل الكتابا

  أناديه فيعرض في إباء ... فلا وأبي كلاب ما أصابا


(١) في ب، س: «زينبة».

(٢) ف: «بهذا الشعر لما غزا».

(٣) الأبلة: بلدة غربي البصرة، ونهرها معدود من أجمل متنزهات الدنيا.

(٤) في ف: «لو قبل»، والأبيات في «أمالي القالي» ٣: ١٠٨ بترتيب مخالف.