كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - أخبار دحمان ونسبه

صفحة 305 - الجزء 6

٣ - أخبار دحمان ونسبه

  كان مغنيا صالحا مقبول الشهادة ملازما للحج:

  دحمان لقب لقب به، واسمه عبد الرحمن بن عمرو، مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. ويكنى أبا عمرو، ويقال له دحمان الأشقر. قال إسحاق: كان دحمان مع شهرته بالغناء رجلا صالحا كثير الصلاة معدّل الشهادة مدمنا للحجّ؛ وكان كثيرا ما يقول: ما رأيت باطلا أشبه بحق من الغناء.

  قال إسحاق: وحدّثني الزّبيريّ أنّ دحمان شهد عند عبد العزيز بن المطَّلب [بن عبد اللَّه]⁣(⁣١) بن حنطب [المخزوميّ]⁣(⁣١)، وهو يلي القضاء لرجل من أهل المدينة على رجل من أهل العراق بشهادة، فأجازها وعدّله⁣(⁣٢)؛ فقال له العراقيّ: إنه دحمان؛ قال: أعرفه، ولو لم أعرفه لسألت عنه؛ قال: إنه يغنّي ويعلَّم الجواري الغناء؛ قال:

  غفر اللَّه لنا ولك، وأيّنا لا يتغنّى! اخرج إلى الرجل عن حقّه.

  مدح أعشى سليم غناءه:

  وفي دحمان يقول أعشى بني سليم:

  إذا ما هزّج الواد ... يّ أو ثقّل دحمان

  سمعت الشّدو من هذا ... ومن هذا بميزان

  فهذا سيّد الإنس ... وهذا سيّد الجانّ

  وفيه يقول أيضا:

  كانوا فحولا فصاروا عند حلبتهم ... لمّا انبرى لهم دحمان خصيانا

  / فأبلغوه عن الأعشى مقالته ... أعشى سليم أبي عمرو سليمانا

  قولوا يقول أبو عمرو لصحبته ... يا ليت دحمان قبل الموت غنّانا

  كان من تلاميذ معبد وأحد رواته:

  أخبرني رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ قال حدّثنا يوسف بن إبراهيم عن إبراهيم بن المهديّ أنه حدّثه عن ابن جامع وزبير بن دحمان جميعا:


(١) زيادة عن ابن الأثير والطبري و «تهذيب التهذيب» (ج ٦ ص ٣٥٧). وعبد العزيز هذا موصوف بالجود والمعرفة بالقضاء والحكم.

ولي قضاء المدينة في زمن المنصور ثم المهدي، وولي قضاء مكة. وأمه أم الفضل بنت كليب بن جرير بن معاوية الخفاجية.

(٢) كذا في ح. وعدّله: زكاه. وفي سائر الأصول: «وعدلها».