- صوت من مدن معبد
  / فسكت عنه يزيد، فقال يزيد: وما على أمير المؤمنين لا أمّ لك ألَّا يعرف هذا! هو القراد أشبه الدوابّ بك!.
  تمثل ابن الزبير ببيت له في حواره لمعاوية:
  نسخت من كتاب يحيى بن حازم حدّثنا عليّ بن صالح صاحب المصلَّى قال حدّثنا ابن دأب قال:
  قال معاوية لعبد اللَّه بن الزّبير وهو عنده بالمدينة في أناس: يا بن الزّبير، ألا تعذرني في حسن بن عليّ! ما رأيته مذ قدمت المدينة إلَّا مرّة. قال: دع عنك حسنا، فأنت واللَّه وهو كما قال الشمّاخ:
  أجامل أقواما حياء وقد أرى ... صدورهم تغلي عليّ مراضها
  واللَّه لو يشاء حسن أن يضربك بمائة ألف سيف ضربك! واللَّه لأهل العراق أرأم له من أمّ الحوار لحوارها. فقال معاوية |: أردت أن تغريني به! واللَّه لأصلنّ رحمه ولأقبلنّ عليه، وقال:
  ألا أيّها المرء المحرّش بيننا ... ألا اقتل أخاك لست قاتل أربد
  أبى قربه منّي وحسن بلائه ... وعلمي بما يأتي به الدهر في غد
  - والشعر لعروة بن قيس - فقال ابن الزّبير: أما واللَّه إنّي وإيّاه ليد عليك بحلف(١) / الفضول. فقال معاوية: من أنت! لا أعرض لك وحلف الفضول! واللَّه ما كنت فيها إلا كالرّهينة / تثخن معنا وتردى هزيلا، كما قال أخو همدان:
  إذا ما بعير قام علَّق رحله ... وإن هو أبقى بالحياة مقطَّعا(٢)
صوت من مدن معبد
  صوت معبد في شعر كثير بن كثير بن المطلب:
  وهو الذي أوّله:
  كم بذاك الحجون من حيّ صدق ... أسعداني بعبرة أسراب
  من شؤون كثيرة التّسكاب ... إن أهل الحصاب قد تركوني
  موزعا مولعا بأهل الحصاب ... كم بذاك الحجون من حيّ صدق
  وكهول أعفّة وشباب ... سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو ... سى إلى النخل من صفيّ السّباب
(١) حلف الفضول: حلف تداعت له قريش واجتمعوا من أجله في دار عبد اللَّه بن جدعان تعاهدوا فيه على ألا يجدوا بمكة مظلوما إلا ردوا عليه مظلمته، كان قبل البعث بعشرين سنة. وأوّل من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب. وسببه أن رجلا من زبيد قدم مكة بتجارة له، فاشتراها منه العاص بن وائل وحبس عنه ثمنا. فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف من قريش فأبوا أن يعينوه على العاص لمكانته فيهم. فأرقى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة فصاح بأعلى صوته:
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر
فقام الزبير بن عبد المطلب واجتمعت هاشم وزهرة وتيم في دار ابن جدعان وتعاهدوا ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي عليه حقه. فسمي ذلك الحلف حلف الفضول وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر. ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي وردّوها إليه.
(٢) كذا ورد هذا البيت في الأصول.