كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ربيعة الرقي ونسبه

صفحة 436 - الجزء 16

١٦ - أخبار ربيعة الرّقّي ونسبه

  مجمل أخباره

  هو ربيعة بن ثابت الأنصاريّ، ويكنى أبا شبابة. وقيل إنه كان يكنى أبا ثابت، وكان ينزل الرّقة، وبها مولده ومنشؤه، فأشخصه المهديّ إليه، فمدحه بعدة قصائد، وأثابه عليها ثوابا كثيرا، وهو من المكثرين المجيدين، وكان ضريرا، وإنما أخمل ذكره وأسقطه عن طبقته، بعده عن العراق، وتركه خدمة الخلفاء، ومخالطة الشعراء، وعلى ذلك فما عدم مفضّلا لشعره، مقدّما له.

  أشعر المحدثين وأسيرهم بيتا

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثنا محمد بن داود، عن ابن أبي خيثمة⁣(⁣١) عن دعبل قال:

  قلت لمروان بن أبي حفصة: من أشعركم جماعة المحدثين يا أبا السّمط؟. قال: أشعرنا أسيرنا بيتا. قلت:

  ومن هو؟ قال: ربيعة الرقيّ الذي يقول:

  لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر ابن حاتم

  وهذا البيت من قصيدة له مدح بها يزيد بن حاتم المهلبيّ، وهجا يزيد بن أسيد السّلمي، وبعد البيت الذي ذكره مروان:

  يزيد سليم سالم المال والفتى ... أخو الأزد للأموال غير مسالم

  فهمّ الفتى الأزديّ إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسيّ جمع الدراهم

  فلا يحسب التّمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم

  فيابن أسيد لا تسام ابن حاتم ... فتقرع إن ساميته سنّ نادم

  / هو البحر إن كلَّفت نفسك خوضه ... تهالكت في موج له متلاطم

  استشهاد أبي زيد بشعره

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثني أسيد بن خالد الأنصاريّ، قال:

  قلت لأبي زيد النحويّ: إن الأصمعي قال: لا يقال: شتان ما بينهما، إنما يقال: شتان ما هما، وأنشد قول الأعشى:

  شتان ما يومي على كورها


(١) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: أحمد بن أبي خيثمة.