كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن سيابة ونسبه

صفحة 329 - الجزء 12

١٠ - أخبار إبراهيم بن سيابة ونسبه

  جدّه حجام وهو ظريف ويرمي بالأبنة

  إبراهيم بن سيابة مولى بني هاشم.، وكان يقال: إنّ جدّه حجّام أعتقه بعض الهاشميين. وهو من مقاربي شعراء وقته، ليست له نباهة ولا شعر شريف، وإنّما كان يميل بمودّته⁣(⁣١) ومدحه إلى إبراهيم الموصليّ وابنه إسحاق، فغنّيا في شعره ورفعا منه، وكانا يذكرانه للخلفاء والوزراء ويذكَّرانهم به إذا غنّيا في شعره، فينفعانه بذلك. وكان خليعا ماجنا، طيّب النادرة، وكان يرمى بالأبنة.

  شعره في جارية سوداء لامه أهله في عشقه لها

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال حدّثنا يعقوب بن إسرائيل قال حدّثني أبو زائدة عن جعفر بن زياد قال:

  عشق ابن سيابة جارية سوداء، فلامه أهله على ذلك وعاتبوه؛ فقال:

  يكون الخال في وجه قبيح ... فيكسوه الملاحة والجمالا

  فكيف يلام معشوق⁣(⁣٢) على من ... يراها كلَّها في العين خالا

  قصته مع ابن سوّار القاضي ودايته رحاص

  أخبرني محمد بن مزيد وعيسى بن الحسين والحسين بن يحيى قالوا حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

  لقي⁣(⁣٣) إبراهيم بن سيابة وهو سكران ابنا لسوّار بن عبد اللَّه القاضي أمرد، فعانقه وقبّله، وكانت معه داية يقال لها رحاص، فقيل لها: إنّه لم يقبّله تقبيل السلام، إنّما قبّله قبلة شهوة⁣(⁣٤) فلحقته الدّاية فشتمته وأسمعته كلّ ما يكره، وهجره الغلام بعد ذلك. فقال له:

  قل للَّذي ليس لي من ... يدي هواه خلاص

  أأن لثمتك سرا ... فأبصرتني رحاص

  / وقال في ذاك قوم ... على انتقاصي حراص

  هجرتني وأتتني شتيمة وانتقاص

  فهاك فاقتصّ منّي ... إنّ الجروح قصاص


(١) في ف: «وإنما كان منقطعا بمودّته ...».

(٢) كذا في الأصول: ولعلها «مفتون».

(٣) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «أتى».

(٤) في ف: «تقبيل شهوة».