أخبار الحكم بن عبدل ونسبه
١٦ - أخبار الحكم بن عبدل ونسبه
  نسبه ونشأته
  هو الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلال بن سعد بن حبال(١) بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان(٢) بن أسد بن خزيمة، شاعر مجيد مقدّم في طبقته، هجّاء خبيث اللسان، من شعراء الدولة الأمويّة؛ وكان أعرج أحدب. ومنزله ومنشؤه الكوفة.
  كان أعرج ويكتب بحاجته على عصاه فلا تردّ
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن(٣) عمّار قال حدثني يعقوب بن إسرائيل قال حدّثنا محمد بن إدريس القيسيّ بواسط قال حدّثنا العتبيّ قال:
  كان الحكم بن عبدل الأسديّ أعرج لا تفارقه العصا، فترك الوقوف بأبواب الملوك، وكان يكتب على عصاه حاجته ويبعث بها مع رسله(٤)، فلا يحبس له رسول ولا تؤخّر له حاجة؛ فقال في ذلك يحيى بن نوفل:
  عصا حكم في الدار أوّل داخل ... ونحن على الأبواب نقصى ونحجب
  وكانت عصا موسى لفرعون آية ... وهذي لعمر اللَّه أدهى وأعجب
  تطاع فلا تعصى ويحذر سخطها ... ويرغب في المرضاة منها وترهب(٥)
  / قال: فشاعت هذه الأبيات بالكوفة وضحك الناس منها؛ فكان ابن عبدل بعد ذلك يقول ليحيى: يا بن الزانية! ما أردت من عصاي حتى صيّرتها ضحكة(٦)؟ واجتنب أن يكتب عليها كما كان يفعل، وكاتب الناس بحوائجه في الرّقاع.
(١) كذا ورد مضبوطا في ط. وفي «القاموس» و «شرحه»: أنه سمي بحبال ككتاب وحبال كشداد، وأورد لكل منهما أسماء ليس هذا أحدها، ولم نجد نصا خاصا في ضبط هذا الاسم غير ضبطه بالقلم في نسخة ط.
(٢) في ب، أ، م: «ذودان» بالذال وهو تحريف.
(٣) كذا في أ، م. وقد مرّ كثيرا في الجزء الأول والثاني من هذه الطبعة كذلك باتفاق الأصول. وفي ب، س: «أحمد بن أحمد بن عبيد اللَّه». وفيء: «أحمد بن عبد اللَّه» وفي ح: «أحمد بن أبي أحمد بن عبيد اللَّه».
(٤) في ح، ء، ط: «مع رسوله».
(٥)
(٦) الضحكة (بضم الضاد وسكون الحاء): من يضحك الناس منه.