كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - أخبار داود بن سلم ونسبه

صفحة 297 - الجزء 6

٢ - أخبار داود بن سلم ونسبه

  نسبه وولاؤه وهو من مخضرمي الدولتين:

  داود بن سلم مولى بني تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ؛ ثم يقول بعض الرواة: إنّه مولى آل أبي بكر، ويقول بعضهم: إنه مولى آل طلحة. وهو مخضرم من شعراء الدولتين الأموية والعباسية، من ساكني المدينة، يقال له داود الآدم⁣(⁣١) وداود الأرمك⁣(⁣٢). وكان من أقبح الناس وجها.

  رآه والي المدينة يخطر في مشيته فضربه فمدحه ابن رهيمة لذلك:

  وكان سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يستثقله؛ فرآه ذات يوم يخطر خطرة منكرة فدعا به، وكان يتولَّى المدينة، فضربه ضربا مبرّحا؛ وأظهر أنه إنما فعل / ذلك به من أجل الخطرة التي تخايل فيها في مشيته. فقال بعض الشعراء في ذلك وأظنه ابن رهيمة:

  ضرب العادل سعد ... ابن سلم في السّماجه

  فقضى اللَّه لسعد ... من أمير كلّ حاجه

  مدح آل معمر لأن أمه من مواليهم:

  أخبرني محمد بن سليمان الطَّوسي قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال:

  سألت محمد بن موسى بن طلحة عن داود بن سلم، هل هو مولاهم؟ فقال: كذلك يقول الناس، هو مولانا، أبوه رجل من النّبط، وأمه بنت حوط مولى عمر بن عبيد اللَّه بن معمر؛ فانتسب إلى ولاء أمه. وفي ذلك يقول ويمدح ابن معمر:

  وإذا دعا الجاني النصير لنصره ... وأرتني الغرر النصيرة⁣(⁣٣) معمر

  / متخازرين⁣(⁣٤) كأنّ أسد خفيّة⁣(⁣٥) ... بمقامها مستبسلات تزأر


(١) كذا في ب، س، ح. وفي سائر الأصول: «الأدلم» والآدم والأدلم بمعنى، وهو الأسود.

(٢) الأرمك: الأسود. وفي جميع الأصول: «الأدمك» (بالدال المهملة) وهو تحريف.

(٣) كذا في جميع الأصول ولعلها مصحفة عن «النضيرة» بالضاد المعجمة.

(٤) تخازر الرجل ضيق جفنه ليحدّد النظر.

(٥) الخفية: غيضة ملتفة يتخذها الأسد عرينه، وهي خفيته. وقيل: هي علم لموضع بعينه. قال الشاعر:

أسود شرى لافت أسود خفية ... تساقين سما كلهن خوادر

فشرى وخفية علمان لموضعين (راجع «اللسان» مادة خفى).