ذكر أشعب وأخباره
٨ - ذكر أشعب وأخباره
  نسبه
  هو أشعب بن جبير، واسمه شعيب، وكنيته أبو العلاء، كان يقال لأمه: أم الخلندج، وقيل: بل أم جميل، وهي مولاة أسماء بنت أبي بكر واسمها حميدة(١). وكان أبوه خرج مع المختار بن أبي عبيدة(٢)، وأسره مصعب فضرب عنقه صبرا، وقال: تخرج عليّ وأنت مولاي؟ ونشأ أشعب بالمدينة في دور(٣) آل أبي طالب، وتولَّت تربيته وكفلته عائشة بنت عثمان بن عفان.
  وحكي عنه أنه حكى عن أمه أنها كانت تغري بين أزواج النبيّ ﷺ، وأنها زنت فحلقت وطيف بها، وكانت تنادي على نفسها: من رآني فلا يزنين(٤)، فقالت لها امرأة كانت تطَّلع عليها: يا فاعلة، نهانا اللَّه ø عنه فعصيناه، أو نطيعك وأنت مجلودة محلوقة راكبة على جمل!.
  أمه كانت مستظرفة من زوجات النبي
  وذكر رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ فيما أجاز لي روايته عنه، عن يوسف بن الداية، عن إبراهيم بن المهدي:
  أن عبيدة بن أشعب أخبره - وقد سأله عن أوّلهم وأصلهم - أن أباه وجدّه كانا موليي عثمان، وأن أمه كانت مولاة لأبي سفيان بن حرب، وأن ميمونة أم المؤمنين أخذتها معها لمّا تزوجها النبي ﷺ، فكانت تدخل إلى أزواج النبي ﷺ فيستظرفنها، ثم إنها فارقت ذلك وصارت تنقل أحاديث بعضهن إلى بعض وتغري بينهن، فدعا النبيّ ﷺ عليها فماتت.
  / وذكروا أنه كان مع عثمان ¥ في الدار، فلما حصر جرّد مماليكه السيوف ليقاتلوا، فقال لهم عثمان: من أغمد سيفه فهو حرّ، قال أشعب: فلما وقعت واللَّه في أذني كنت أول من أغمد سيفه، فأعتقت.
  سنّ أشعب
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثني إسحاق الموصليّ، قال:
  حدّثني الفضل بن الرّبيع، قال:
(١) ف، والتجريد: «أم الجلندح، وقيل: بل أم حميد». وفي تاريخ بغداد ٧: ٣٧: أم حميدة بضم الحاء وبفتحها، وقيل: إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق.
(٢) ف، مي: «عبيد».
(٣) ب: «في ديوان آل أبي طالب».
(٤) ف: «فلا يزني».