أخبار عبد الله بن العباس الربيعي
١٢ - أخبار عبد اللَّه بن العباس الربيعي
  نسبه
  عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع، والرّبيع - على ما يدّعيه أهله - ابن يونس بن أبي فروة، وقيل: إنه ليس ابنه، وآل أبي فروة يدفعون ذلك ويزعمون أنه لقيط، وجد منبوذا، فكفله يونس بن أبي فروة وربّاه، فلما خدم المنصور ادّعى إليه(١)، وأخباره مذكورة مع أخبار ابنه الفضل في شعر يغنّى به من شعر الفضل وهو:
  كنت صبّا وقلبي اليوم سالي
  ويكنى عبد اللَّه بن العبّاس أبا العبّاس.
  كان شاعرا مطبوعا ومغنيا جيد الصنعة
  وكان شاعرا مطبوعا، ومغنّيا محسنا جيّد الصّنعة نادرها، حسن الرّواية، حلو الشعر ظريفه، ليس من الشّعر الجيّد الجزل ولا من المرذول، ولكنه شعر مطبوع ظريف مليح المذهب، من أشعار المترفين وأولاد النّعم.
  حدّثني أبو القاسم الشّير بابكيّ(٢) - وكان نديما لجدّي يحيى بن محمد - عن يحيى بن حازم، قال: حدّثني عبد اللَّه بن العبّاس الربيعيّ، قال:
  دخل محمد بن عبد الملك الزيات على الواثق وأنا بين يديه أغنّيه، وقد استعادني(٣) صوتا فاستحسنه، فقال له محمد بن عبد الملك: هذا واللَّه يا أمير المؤمنين أولى الناس بإقبالك عليه واستحسانك له واصطناعك إيّاه، فقال:
  أجل، هذا مولاي وابن مولاي وابن مواليّ لا يعرفون غير ذلك، فقال له: ليس كلّ مولى - يا أمير المؤمنين - / بوليّ / لمواليه، ولا كلّ مولَّى متجمّل بولائه، يجمع ما جمع عبد اللَّه من ظرف وأدب وصحّة عقل وجودة شعر، فقال الحسن له: صدقت يا محمد. فلما كان من الغد جئت محمد بن عبد الملك شاكرا لمحضره(٤)، فقلت له في أضعاف كلامي: وأفرط الوزير - أعزه اللَّه - في وصفي وتقريظي بكلّ شيء حتى وصفني بجودة الشّعر وليس ذلك عندي، وإنما أعبث بالبيتين والثّلاثة، ولو كان عندي أيضا شيء بعد ذلك لصغر عن أن يصفه الوزير، ومحلَّه في هذا الباب المحلّ الرفيع المشهور، فقال: واللَّه يا أخي، لو عرفت مقدار شعرك وقولك:
  يا شادنا رام إذ مرّ ... في السّعانين قتلي
(١) ادعى إليه: انتسب.
(٢) مي، مد: «السير بابكي». وفي ب: «السشير بابكي».
(٣) ب: «وقد استغناني».
(٤) ف، مي: «شاكرا لحسن محضره».