أخبار علقمة ونسبه
١٤ - أخبار علقمة ونسبه(١)
  هو علقمة بن عبدة بن النّعمان بن ناشرة بن قيس بن عبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار.
  واش يلقى جزاءه
  : وكان زيد مناة بن تميم وفد هو وبكر بن وائل - وكانا لدة عصر واحد - على بعض الملوك، وكان زيد مناة حسودا شرها طعّانا(٢)، وكان بكر بن وائل خبيثا منكرا داهيا فخاف زيد مناة أن يحظى(٣) من الملك بفائدة، ويقلّ معها حظَّه، فقال له: يا بكر لا تلق الملك بثياب سفرك، ولكن تأهّب للقائه وادخل عليه في أحسن زينة، ففعل بكر ذلك، وسبقه زيد مناة إلى الملك، فسأله عن بكر، فقال: ذلك مشغول بمغازلة النساء والتصدّي لهن، وقد حدّث نفسه بالتعرض لبنت الملك، فغاظه ذلك، وأمسك عنه، ونمى الخبر إلى بكر بن وائل، فدخل إلى الملك فأخبره بما دار بينه وبين زيد مناة، وصدقه عن، واعتذر إليه مما قاله فيه عذرا قبله، فلما كان من غد اجتمعا عند الملك، فقال الملك لزيد مناة: ما تحب أن أفعل بك، فقال: لا تفعل ببكر شيئا إلا فعلت بي مثليه، وكان بكر أعور العين اليمنى، قد أصابها ماء فذهب بها، فكان لا يعلم من رآه أنه أعور، فأقبل الملك على بكر بن وائل فقال له: ما تحب أن أفعل بك يا بكر، قال: تفقأ عيني اليمنى، وتضعف لزيد مناة، فأمر بعينه العوراء ففقئت، وأمر بعيني زيد مناة ففقئتا، فخرج بكر وهو أعور بحاله، وخرج زيد مناة وهو أعمى.
  سبب تسميته بعلقمة الفحل
  : وأخبرني بذلك محمد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة.
  ويقال لعلقمة بن عبدة علقمة الفحل، سمّي بذلك لأنه خلف على امرأة امرئ / القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه أشعر منه في صفة فرسة، فطلَّقها، فخالفه عليها، وما زالت العرب تسمية بذلك، وقال الفرزدق:
  والفحل علقمة الذي كانت له ... حلل الملوك كلامه يتنحّل(٤)
  قصيدتاه سمطا الدهر
  : أخبرني عمّي قال: حدّثني النّضر بن عمرو قال: حدثني أبو السّوّار، عن أبي عبيد اللَّه مولى إسحاق بن عيسى، عن حمّاد الرواية قال:
  كانت العرب تعرض أشعارها على قريش، فما قبلوه منها كان مقبولا، وما ردوه منها كان مردودا، فقدم
(١) هذه الترجمة مما سقط من التراجم من طبعة بولاق، وموضعها هنا حسب المخطوطات المعتمدة.
(٢) في ف، هج، هد: «طعاما» بدل «طعانا».
(٣) فاعل يحظى ضمير بكر.
(٤) يتنحل: يدعيه الشعراء لأنفسهم من بلاغته.